هزت جريمة قتل بشعة الرأي العام في مصر، بعد أن أقدم رجل على ذبح أمه بالسكين في وسط الشارع في نهار شهر رمضان، بسبب إدمانه للمخدرات.

إيلاف من القاهرة: في السادسة صباح أمس، اليوم السابع من شهر رمضان، شهد شارع الكوم الأخضر بحي الهرم بالقاهرة في مصر جريمة قتل بشعة، وسط الشارع وأمام كاميرات المراقبة.

بينما غالبية الناس نيام وقليلهم يستعد للخروج إلى عمله، كان شاب يسير إلى جانب أمه في شارع الكوم الأخضر بحي الهرم بالقاهرة، ويتناقشان في بعض الموضوعات، إلا أن هذا&النقاش تطور إلى مشادة كلامية، وفجأة أخرج الشاب سكينًا وسدد عدة طعنات إلى السيدة العجوز التي كانت تسير برفقته.

ورصدت كاميرات المراقبة في الشارع المشهد القاسي، ويظهر أن السيدة سقطت على الأرض مضرجة في دمائها، بينما ولي القاتل مدبرًا، ولكن استطاع بعض المارة وشهود العيان الإمساك به وتقديمه إلى الشرطة.

وحسب محضر قسم شرطة الهرم، فإن اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارًا بمقتل سيدة على يد نجلها في الهرم، وانتقلت قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وتبين من خلال المعاينة التي جرت بمعرفة ضباط قطاع مباحث غرب الجيزة، والهرم، تحت إشراف اللواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن الجثة التي عثر عليها لسيدة مصابة بطعنات في الصدر والرقبة، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها.

وعقب الانتهاء من مناظرة الجثة، ناقش ضباط المباحث، عدد من الجيران وأسرة المجني عليها الذين أكدوا وجود خلافات بين الأم ونجلها، وأن مشاجرة نشبت بينهما انتهت بجريمة القتل، بعدما حمل الابن سكينا وسدد عدة طعنات في الرقبة والصدر لأمه أدت لمقتلها.

وأمرت النيابة بحبس المتهم ويدعى محمد عبد العزيز، ويبلغ من العمر 44 عاما، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، المقترنة بالسرقة، وطلبت النيابة تحريات المباحث بشأن الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

وحسب روايات شهود العيان الذين تواصلت "إيلاف" معهم، فإن الجريمة وقعت في دقائق معدودة، وقال محمود عيد، الذي شاهد الواقعة من شرفة منزله، إنه سمع صوت استغاثة سيدة أثناء استعداده للخروج إلى عمله، مشيرًا إلى أنه نظر من الشرفة فوجد سيدة تنزف منها الدماء، وقد سقطت على الأرض.

وأضاف أن السيدة كانت تصرخ "إلحقوني أنا بموت، ابني ضربني بالسكينة"، مشيرًا إلى أنه نزل مسرعًا إلى الشارع وحاول اسعاف السيدة العجوز مع آخرين من المارة والجيران، لكنها فارقت الحياة متأثرة بالطعنات الشديدة التي سددها لها الابن في الصدر والرقبة والرأس.

وقال سعيد جمال، وهو شاهد عيان آخر، إن بعض المارة قالوا إن الابن القاتل كان يطلب من أمه أموالًا لشراء المخدرات، مشيرين إلى أنها عاتبته على التعاطي في شهر رمضان، وتطور الأمر إلى مشادة كلامية.

وأضاف أنه فيما يبدو أن الابن كان قد جهز لقتل الأم في حالة رفضها منحه الأموال لشراء المخدرات، منوهًا بأنه كان يحمل سكينًا سدد بها الطعنات إلى والدته وسقطت غارقة في دماء، ولم تتحرك مشاعره نحوها، ولم يبد أي ندم، بل إنه هدد المارة ومن حاولوا انقاذها بالسكين نفسه.

ولفت إلى أن بعض الناس حاولوا الامساك به، إلا أنه هددهم بالقتل باستخدام السكين الذي كان ملوثًا بدماء أمه، إلا أنهم تكاثروا عليه، وهاجمهم أحدهم بعصا، واستطاعوا القبض عليه وتسليمه إلى قوات الشرطة.

ونشرت "إيلاف" تقريرًا صحافيًا منذ أيام قلائل، كشفت فيه أن تعاطي المخدرات في مصر يفوق المعدلات العالمية بأكثر من الضعف.

وأظهرت إحصائيات يصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطيي، أن نحو 10.4 بالمائة من المصريين يتعاطون المخدرات، ما يمثل ضعف النسبة العالمية التي لا تتجاوز نسبة الـ 5 بالمائة.

وأوضحت إحصائيات الصندوق أن آخر مسح أجراه في العام 2014، كشف أن 24 بالمائة من متعاطي المخدرات هم من فئة السائقين، و27 بالمائة من الإناث، و72 بالمائة من المتعاطين ذكور، و51 بالمائة من المدمنين يتعاطون الترامادول، ونسبة 10 بالمائة من المدمنين هم من الفئة العمرية من 12 إلى 19 سنة.

كما كشفت الإحصائيات عن ارتفاع نسبة التعاطي بالصعيد 7.8 بالمائة، في الفئة العمرية من 15 إلى 60 سنة، و2.2 بالمائة نسبة التعاطي المنتظم (الإدمان) في الفئة العمرية من 15 إلى 60 سنة.

وأوضحت أن محافظة سوهاج أكثر المحافظات بالصعيد في تعاطي وإدمان المخدرات، وتصل نسبة التعاطي بها 14.6 بالمائة، وتصل نسبة الإدمان إلى 3.7 بالمائة، وتحتل محافظة قنا المركز الثاني في التعاطي بنسبة 11 بالمائة، وجاءت محافظة المنيا في المركز الثالث من حيث التعاطي بنسبة 8.6 بالمائة والإدمان بنسبة 3.3 بالمائة، وجاءت محافظة أسوان المركز الثاني من حيث الإدمان، بنسبة 3.4 بالمائة.

وحسب إحصائيات الصندوق، فإن الترامادول أكثر أنواع المخدرات انتشاراً بين المتعاطين في مصر بنسبة 65.5 بالمائة، ثم الحشيش بنسبة 58 بالمائة، ثم الهيروين 26.7 بالمائة، ثم الاستروكس والفودو 20.7 بالمائة، ثم البانجو 11 بالمائة، ثم الكحوليات بنسبة 6.3 بالمائة.

ودشنت الحكومة المصرية حملات موسعة لمكافحة تعاطي المخدرات، وهددت بفصل الموظفين والعاملين بالجهاز الإداري للدولة في حالة ثبوت تعاطي أي منهم للمخدرات.