أسامة مهدي: في أول زيارة له الى بغداد كرئيس لاقليم كردستان العراق، بحث نجيرفان بارزاني اليوم مع رؤساء البلاد والحكومة والبرلمان صالح وعبد المهدي والحلبوسي الملفات العالقة بين حكومتي المركز والاقليم وخاصة ما يتعلق منها بتسليم واردات نفط الاقليم الى بغداد، لتقوم بدورها بإرسال مرتبات موظفي الاقليم كما ناقش مسألة المنافذ الحدودية وقوانين النفط والغاز وإنتخابات مجالس المحافظات والمحكمة الإتحادية.

وقد أكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال اجتماعه مع نجيرفان بارزاني بقصر السلام الرئاسي في بغداد على ضرورة تضافر الجهود لحل جميع القضايا العالقة بين حكومتي الاقليم والاتحادية وفقاً للدستور والمصلحة الوطنية.

اجتماع صالح ونجيرفان بارزاني

وأشار صالح الى ان زيارة رئيس الاقليم هذه ستعزز العلاقة بين بغداد واربيل وتسهم برفع مستوى التنسيق والتشاور بشأن تطوير دور المؤسسات التشريعية والقانونية.. معرباً عن ثقته بتحقيق التوافق بين الاطراف السياسية خدمة لمصالح الشعب العراقي.

من جانبه اعرب رئيس الاقليم عن رغبته بتعزيز الحوارات الجادة واحترام مبادئ الدستور بما يضمن تحقيق المصالح المشتركة ويعزز العلاقات الاخوية بين الجانبين.

كما جرى بحث آخر المستجدات والتطورات السياسية على الساحتين الاقليمية والدولية كما قال بيان رئاسي عراقي تابعته "إيلاف".

التزامات أربيل المالية لبغداد

كما ناقش رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مع نجيرفان بارزاني "الإلتزامات المالية على الإقليم فيما يتعلقُ منها ببيع النفط حسب ماجاء بقانون الموازنة الاتحادية العامة لسنة 2019 وضرورة الحرص على تطوير العلاقات بين الإقليم والحكومة الإتحادية وحل جميع المشاكل العالقة بينهما بروح الأخوة والشراكة الوطنية" كما اوضح مكتبه.

كما بحث الحلبوسي مع بارزاني قوانين النفط والغاز وإنتخابات مجالس المحافظات والمحكمة الإتحادية".

من جانبه قدم رئيس إقليم كردستان عرضاً عن خططه لتطوير العلاقة مع الحكومة الإتحادية بعد دراسة المشاكل بعمق وشفافية ووضع آليات مشتركة لحلها.. معرباً عن أمله في تحقيق علاقة قوية مع المركز تقوم على أساس المصالح المشتركة.

وشدد على استعداد الإقليم لإستقبال لجنة برلمانية للإطلاع على آليات بيع النفط وإيرادته التي تخضع لإشراف شركات عالمية.

وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد اكد في الثاني من الشهر الحالي عدم تسليم إقليم كردستان برميل نفط واحد إلى بغداد كما نصت عليه الموازنة المالية.

واشار عبد المهدي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الى انه برغم ذلك فإن "الحكومة الاتحادية لن تقطع رواتب موظفي اقليم كردستان العراق.

ولفت الى ان هناك "هناك خلافات سياسية ومن غير الصحيح جعلها مصدراً لتهديد السلم المجتمعي".

ونصت موازنة العراق للعام الحالي 2019 على تسليم الاقليم واردات 250 الف برميل من نفطه الى السلطات الاتحادية في بغداد يوميا مقابل دفعها لمرتبات موظفي الاقليم لكن اربيل لم تنفذ ذلك برغم تسديد بغداد لها أموال المرتبات.&
&
تسريبات: بارزاني وافق على توقيع وثيقة لتجاوز تداعيات الانفصال

ثم عقد بارزاني اجتماعا مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي لم يكشف مكتبه فحوى المحادثات كما جرت العادة حتى كتابة هذا التقرير لكن مصدرا مطلعا اوضح طبيعة وتفاصيل المحادثات التي دارت بينهما مشيرا الى ان رئيس الاقليم خاطب رئيس الوزراء قائلا "انت رئيسي ومستعد باتصال واحد أن آتي إلى بغداد فورا وفي اي وقت".

لمشاهدة فيديو اجتماع عبد المهدي مع بارزاني (أنقر هنا)

وأضاف أن "رئيس الإقليم عبر عن استعداده لتدقيق كل التفاصيل فنياً قائلا : عمقنا بغداد وليس اي عاصمة اخرى في العالم او اي مكان آخر في العالم. نحن عراقيون وبغداد عاصمتنا" بحسب مانقلت عن المصدر وكالة "بغداد اليوم".. مشددا بالقول "مستعدون لحل مشاكل النفط والرواتب والإحصاء والقروض برؤية مشتركة"و مضيفاً "نحن شعب واحد ومصيرنا واحد".

وأشار المصدر إلى أن "عبد المهدي كان واضحاً و صريحاً جداً مع رئيس الإقليم وتحدث عن الخلافات بالارقام حول النفط وقضية كركوك وجميع القضايا الخلافية وكان متشددا في تجاوز المجاملات والذهاب إلى الحل مباشرة". واوضح انه رئيس الوزراء قد اكد لبارزاني "ضرورة وجود اتفاق لتجاوز ملف الاستفتاء على الانفصال وقد رحب الأخير بالفكرة ووافق على أن يوقع مثل هذا الاتفاق".

ووجه رئيس الوزراء بـ "بتشكيل فريق فني فوراً من الجانبين لبدء وضع الحلول على أن يجتمع الفريق بداية الأسبوع المقبل".

بارزاني والملفات العالقة

وعقب مباحثاته مع الرؤساء الثلاثة فقد اكد رئيس اقليم كردستان استعداد الاقليم لحل جميع الملفات العالقة مع بغداد.

وكتب بارزاني في تغريدة على حسابه بتويتر عقب الاجتماعات "قابلت القادة العراقيين اليوم في بغداد.&
كررت التأكيد على أن إقليم كردستان مستعد لحل جميع القضايا العالقة مع الحكومة الفيدرالية العراقية وفقًا للدستور ومواصلة تعاوننا الثنائي".

وكان نجيرفان بارزاني قد وصل في وقت سابق اليوم الى العاصمة العراقية في أول زيارة له منذ انتخابه رئيساً للإقليم خلفاً لمسعود بارزاني في 28 من الشهر الماضي وأدى في العاشر من الشهر الحالي اليمين الدستورية رئيساً للإقليم بحضور 1200 شخصية محلية ودولية.

يشار الى ان بارزاني قد اكد خلال استقباله وفداً ألمانياً رفيعاً مطلع الاسبوع الحالي أن "العلاقات بين أربيل وبغداد وخاصة مع عادل عبدالمهدي رئيس وزراء العراق الاتحادي &في افضل حال"، مشيراً إلى أن "جهود إقامة تعاون وتنسيق عسكري بين الجانبين مستمرة بهدف تثبيت استقرار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش".