أصيلة: قال محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، إن الاستثمار في الحقل الثقافي والمجال الفني "هو أداة ناجعة لتحسين الصورة المميزة للإنسان العربي والإفريقي، وإنسان عالم الجنوب عموما".

وأضاف بن عيسى، في كلمة ألقاها مساء الجمعة، بمناسبة الافتتاح الرسمي للدورة الواحدة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي تحتضنه مدينة أصيلة (شمال المغرب)، خلال الفترة الممتدة من 16 يونيو الجاري إلى 12 يوليو المقبل، أن مشروع أصيلة في جوهره "رهان ثقافي تشكيلي وإبداعي شامل".&

وزاد بن عيسى قائلا أمام المشاركين في الافتتاح، إن "تجربة أصيلة رائدة بخصوص التوظيف الأمثل للمورد الثقافي والإبداعي، محليا ووطنيا باستثمار أجواء الحرية والانفتاح التي تميز المغرب".

وسجل وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الأسبق، أن المشاريع الثقافية الرائدة المنجزة في مدينة أصيلة في إطار هذا الموسم "تساهم في إبراز صورة المغرب الناهض ودوره في ترسيخ أسس الحوار المثمر والتفاهم والتعاون بين النخب والثقافات من مختلف أنحاء العالم".

وأكد بن عيسى أن مدينة أصيلة أصبحت "مؤسسة ضمن النسيج الجمعوي الوطني العام، تؤسس لفعل ثقافي نوعي، يساهم من خلال أهدافه وغاياته، في تقوية أواصر المعرفة وتوظيف الإبداع، وتوفير أرضية في بلدنا للتعارف والتبادل بين النخب شمالا وجنوبا".

من جهته، عد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال المغربي، مدينة أصيلة واحدة من "الحواضر العريقة التي حافظت على حيويتها ونشاطها الثقافي"، مؤكدا أن المنتدى "تظاهرة عريقة تستمد الإشعاع من تعاطيها المستمر مع القضايا الكبرى التي تواصل طرح التحديات على المستوى الوطني والدولي".&

محمد الأعرج وزير الثقافة والإعلام&

وقال الأعرج إن التعقيد الذي يطبع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الدولي تتطلب "مواكبة فكرية وتفكيكية لا يدخر المنتدى الذي يجمعنا اليوم جهدا في تناولها بالدرس والتحليل".

وأشار الأعرج إلى تقييم مختلف البرامج التي تسعى إلى الرقي بذوق الإنسان وستبقي المملكة حريصة على إقامة "ديمقراطية خلاقة قوامها التفاعل بين المكونات الحكومية والمدنية والثقافية وبين سائر الفاعلين والمتدخلين في شتى الميادين"، حسب تعبيره.

بدورها، نوهت مونية بوستة ، كاتبة الدولة( وزيرة دولة) المغربية لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، حيث قالت إن موسم أصيلة يمثل إحدى التظاهرات الدولية المتميزة التي تجمع الفكر والثقافة والموسيقى في فضاء واحد".

واضافت بوستة ان استمرارية منتدى أصيلة الثقافي الدولي لأزيد من 41 سنة مثل "منارة للإشعاع الفكري والثقافي وطنيا وقاريا، وتمكن من تحقيق إنجازات تنموية وبيئية وسياحية وثقافية لمدينة أصيلة في سياق جهد جماعي منسق".

مونية بوستة كاتبة الدولة في الخارجية المغربية&

وسجلت المسؤولة المغربية ب"أن الديمقراطية كانت ولاتزال خيارا لا محيد عنه بالنسبة للمغرب منذ فجر الاستقلال مرورا بالمحطات المختلفة بتاريخه"، وأضافت أنه منذ تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم "شهد المغرب حركات إصلاحية غير مسبوقة في شتى المجالات، كانت آثارها جلية في كل منا نحو ترسيخ مبادئ الديمقراطية".

وأكدت بوستة أن التحديات "الحالية ورهانات المستقبل وطموحنا كمغاربة بقيادة جلالة الملك محمد السادس في الارتقاء ببلادنا ومواصلة مسلسل التقدم يحتم تبني مقاربة متجددة تعزز المسار الديمقراطي".&

وأوضحت المتحدثة ذاتها، بأن العالم أصبح "شاهدا على لتحولات وتغيرات جد سريعة وتفاعلات داخلية وخارجية مرتبطة فيما بينها تعتبر تحصينا لثوابت نموذج ديمقراطي حي ديناميكي ومبتكر يراعي بالأساس مصلحة المواطنين بصفة عامة ويركز على المشكل الحقيقي للمواطنين ويهدف الى تحسين ونجاعة أكثر".

من جانبه ، قال لويس غونزاليس بوصادا ،وزير خارجية البيرو الاسبق ، ورئيس البرلمان البيروفية الاسبق ، ان أصيلة أصبحت ملتقى الفنون والأفكار التي يعالجها أناس يختلفون عن بعضهم من حيث الانتماء الجغرافي والثقافي والديني.&

وزير خارجية البيرو الاسبق يتحدث في الجلسة الافتتاحية&

وأضاف بوصادا أن موسم أصيلة "مشجع على الإبداع والإنجاز الثقافي"، كما شبه منتدى أصيلة الثقافي وحضوره القوي، ب" منتدى دافوس في المجال الاقتصادي والسياسي".&

وأبدى بوصادا تقديره العالي الإنجازات الكبرى التي حققها المغرب في مجال البنيات الأساسية والحفاظ على البيئة، معتبرا أن هذه المنجزات بمثابة "الإسمنت الذي يقوي المجتمع المغربي ويزكي الاحترام الذي نحس به من جميع الديانات داخل البلاد".

وسجل السفير البيروفي بأن أميركا اللاتينية هي القارة التي تعاني من الدكتاتورية الفنزويلية، مؤكدا أن نظام نيكولاس مادورو "دفع آلاف المواطنين إلى الهجرة وبلغ عددهم 5 ملايين لاجئ فنزويلي".

وأوضح كاربيو أن 55 دولة لا تعترف بالحكومة القائمة في فنزويلا، مشددا على أن للمغرب واحد منها و"هذا دعم وتعزيز للديمقراطية"، منتقدا الوضع إلى الذين يسعون لإقرار الديمقراطية في فنزويلا.

أما فيكتور بورغيس، وزير الخارجية الأسبق في الرأس الأخضر، فاعتبر في مداخلة بالمناسبة أن توجيه الانتقاد للديمقراطية عادة ما يضع أصحاب هذا الطرح أنفسهم ضددها وأنصار للاستبداد، و"هذا قد يضر الديمقراطية".

وزير خارجية الرأس الأخضر&

وسجل الدبلوماسي الأفريقي بأن المثير في بلدان أفريقيا هو أنها "عجزت عن إقامة الديمقراطية وترسيخ الاستقرار والسلام والأمن والحكم الرشيد غير موجود في غالبية الأنظمة".

وأشار بورغيس إلى أن أفريقيا ليست هي الوحيدة في هذه الأوضاع، مشددا على أنه يتوجب "علينا أن نقضي على التناقضات مع الأطراف التي تؤدي إلى المشاكل والاختلافات"، وتحديد أهداف الديمقراطية.

وسجل المتحدث ذاته، بأن الخلاص في مسألة الديمقراطية "علينا أن نتمعن الفكرة ونتناول القضايا التي تهم الحكم الرشيد وإدارة التنمية"، مؤكدا أن هذا الأمر يتطلب الكثير من الصبر و"ما أنجز في أماكن أخرى من تشخيص أحوال الديمقراطية لا يكفينا، وعلينا أن ننظر في السبل الكفيلة باسترجاع قيمة الديمقراطية وإيجاد الحلول المستقبلية لمشاكلنا".

جانب من الحضور &وفي مقدمتهم الياس العماري رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة&

جانب من الحضور في مكتبة الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز&