أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو للعمل مع أي رئيس وزراء بريطاني، معربا عن أمله في أن تستجيب القيادة الجديدة في لندن لتمنيات شعبها بما يخدم تطوير العلاقات مع روسيا.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله خلال حوار تلفزيوني امتنع فيه عن إبداء تأييده لأي من المرشحين لرئاسة الحكومة البريطانية: "سنحترم نتائج الانتخابات (لرئيس الحكومة البريطانية)، ونحن مستعدون للعمل مع جميع من يرغب في العمل معنا. الشخص الذي سيختاره الحزب سيصبح رئيسا للوزراء، وسنعمل مع أي شخص".

وتوترت العلاقات الروسية مع بريطانيا بعد حادثة تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في مارس 2017 ، وحشدت لندن وراءها واشنطن وعواصم غربية لاتخاذ إجراءات عقابية ضد موسكو من بينها سحب دبلوماسيين.

لقاءات

وأضاف بوتين أنه شعر خلال لقاءات مع رجال الأعمال بأن قطاع الأعمال البريطاني حريص على وجوده في السوق الروسية، بل وعلى توسيع هذا الحضور، وقال: "آمل في أن تدرك القيادة السياسية البريطانية وتعي الحقيقة، وتستجيب بشكل مناسب".

ويشهد حزب المحافظين البريطاني جولات من الانتخابات الداخلية لتحديد رئيس جديد له بعد استقالة تيريزا ماي في وقت سابق من هذا الشهر.

وانحصرت المنافسة أخيرا لتقتصر على مرشحين فقط هما وزيرا الخارجية السابق بوريس جونسون، والحالي جيريمي هانت، ومن المنتظر أن يحسم أمر رئاسة الحزب والوزراء حكما بحلول نهاية يوليو المقبل.

الاستثمار البريطاني

يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أكد خلال لقائه ممثلي الشركات ورجال الأعمال البريطانيين، العاملين في روسيا، في مارس الماضي أن حجم الاستثمار البريطاني في روسيا بلغ 23.8 مليار دولار، فيما وصل حجم الاستثمار الروسي في المملكة المتحدة 11 مليار دولار.

وقال بوتين، إن "حجم الأموال البريطانية المستثمرة في الاقتصاد الروسي بلغت 23.8 مليار دولار"، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 600 شركة تدخل بريطانيا من ضمن المساهمين فيها، تعمل داخل الأراضي الروسية، في مجالات منها صناعة السيارات والأدوية والطاقة ومحطات توليد الطاقة وتصنيع ونقل الطاقة الكهربائية، وفي مجالات استثمارية أخرى.
وذكر الرئيس الروسي، كذلك عددا من المشاريع العملاقة مثل "السيل الشمالي - 2"، و"سخالين – 3"، وإنشاء المركز المالي الدولي في موسكو.

ولفت بوتين إلى أن الأوراق المالية لجميع الشركات الروسية العملاقة، يجري تداولها في بورصة الأوراق المالية في لندن، ما يعزز تدفق الأموال إلى روسيا.

علاقات سيئة

وأوضح الرئيس الروسي، أن العلاقات بين موسكو ولندن في الأعوام القليلة الماضية "ليست في وضعها الجيد"، وقال: "على فكرة، فإن هذا يعيق الأشخاص الذين يقومون بعمل ذي فائدة، وبغض النظر عن كافة المشاكل في العلاقات بين حكومتي البلدين، علينا أن نعترف بأن التبادل التجاري بيننا في نمو مطّرد".

وحسب بوتين، فقد نما في عام 2017، حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 23 %، وعقب الاستقرار في أسعار الطاقة عام 2018، زاد المعدل 8% ليبلغ 13.7 مليار دولار.

وشدد الرئيس الروسي، على أن حكومة بلاده تبذل كل ما بوسعها في سبيل توفير الراحة للشركات الأجنبية وعدم الشعور بالضغط الإداري عليها، موضحا أنه بتحقيق هذا الهدف، فإن روسيا احتلت المرتبة 31 في تصنيف البنك الدولي، متخطية بذلك التصنيف السابق قبل 5 سنوات.
&