& حمد الكعبي

هذه «فكرة زايد»، طيب الله ثراه. صحيفة في نهاية ستينيات القرن الماضي، تحمل مشروعاً وطنياً لبلاد متحدة بحكمة مؤسسيها، فكانت «الاتحاد» الصحيفة في 20 أكتوبر 1969، وكان صدور عددها الأول مبشراً بالنموذج الوحدوي العربي الوحيد، وبعد عامين شهد العالم تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر 1971.


اليوم، تحتفل «الاتحاد» بذكرى صدورها الـ49، في عبورها إلى نصف قرن من العمل المهني الخالص للبلاد وقيادتها، ولا تزال «فكرة زايد» تحمّلنا مسؤولية أن نكون أفضل في ترجمة فكره إلى صحيفة عربية رصينة، تسهم بفاعلية في المشهد المعرفي في دولتنا، على اتساعه وعمقه، وأن نكون أفضل دائماً في قراءة مصالح الإمارات بصوت عالٍ، وكتابتها بلغة واضحة ومخلصة.
ليس سهلاً على صحيفة أن تواكب حجم الإنجاز في الإمارات، وقد أصبحت من أكثر الدول إنتاجاً للأخبار اليومية: قيادتنا تطلق كل يوم مشروعات وأفكاراً ومبادرات، وترعى جهوداً تنموية مستمرة في الحداثة والتعليم والابتكار، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح. حكومة الإمارات الذكية، باتت مثالاً عالمياً على استيعاب القطاع العام لثورة التكنولوجيا وإيقاعها السريع.


وفرة في أخبار القطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية والثقافية، وكذلك في حركة الاقتصاد والاستثمار والسياحة، وفي سياق ذلك كله، تتهيأ الإمارات للصعود إلى الفضاء، بما يلخص أنّ الأمر أكثر من عمل صحفي نقوم به، وهذا ما أفتخر به، وزملائي في «الاتحاد»، فنحن نتشرف بهذه الخدمة، كما يتشرف جنودنا الأبطال في ميادين الشرف، على أنّ لا أحد يتقدم عليهم في البذل والشجاعة والتضحية.
«الاتحاد» اليوم جزء من مشروع الإمارات التنويري الذي تقوده شركة «أبوظبي للإعلام» على تنوع منتجاتها ومنصاتها، ونيلها أكثر من سبق في حركة الثقافة العربية، وفي العمل الإبداعي، وفي الإنتاج الدرامي، والأهم في الاستثمار في الكفاءات المواطنة تدريباً وإعداداً وثقةً، وتهيئة السبل أمامها لتولي المهمات القيادية، وتحمل المسؤولية.
«الاتحاد» اليوم، تنهمك في تطوير شامل، فالنسخة الورقية تخضع لخطة محتوى جديدة، أكثر منهجية في التعبير عن الأجندة الوطنية، مع مزيد من التركيز على القصة الإماراتية، والاستعداد لمستقبل الطباعة بالتحول الرقمي الذي أنجزته «الاتحاد»، وتواكب كل مستجداته التقنية ووسائله الحديثة.
نحو اليوبيل الذهبي لـ«الاتحاد»، نكبر مع الإمارات، ونفخر أن اسم الصحيفة مشتق من البلاد التي حلم بها زايد الوالد، فكانت لنا الإمارات العربية المتحدة، بكل هذه القوة، والازدهار.

&

&

&