& مصطفى الصراف&

&

قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، لكونهم يحملون فكرة تكوين دويلة خاصة بهم خارج الوطن السوري الذي يحفظ لهم كرامتهم كمواطنين سوريين مثلهم مثل أي مواطن سوري، فهم يتمتعون بكل الحقوق، ويتحملون كل الالتزامات الوطنية والقانونية، لكنهم فرطوا بسيادة أرض الوطن السوري الحريص على الذود عنهم واحتضانهم، وأصبحوا بين المحتل الأميركي، والجار الخصم التركي، وقد استعملت أميركا فيهم هذه النزعة لتتغلغل بينهم بحجة حمايتهم، ولتتخذ منهم ذريعة لاحتلال أرض الوطن السوري الحر الذي يقيمون فيه، وما ذلك إلا طمعٌ من أميركا في احتلال هذا الجزء من أرض الوطن السوري لإقامة قواعد عسكرية فيه من أجل الهيمنة عليه، لكونه منطقة ثرية بالنفط والغاز، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لاتخاذهم ورقة بيدها للمساومة بهم في الأمور السياسية المختلف عليها بين أميركا وتركيا.


وهؤلاء «قسد» مثلهم مثل تلك العناصر التي رفعت السلاح في وجه الدولة السورية بحجة أنهم معارضة وطنية، فاستغلتهم أميركا لشن الحرب على الوطن السوري الخارج عن الطاعة الأميركية لمحاولة تغيير النظام فيه، وإدخال سوريا في طاعة أميركا، وكونت تحالفاً بقيادتها لتحقيق ذلك، وقد أمدت تلك المعارضة المسلحة بالمال والعتاد والرجال، مظهرة تعاطفها معهم، ووعداً منها باختيارهم نظاماً بديلاً، وعندما فشلت في إدراك غايتها تخلت عنهم بعد أن اتخذت منهم وسيلة لهدم بلدهم وتشريد أبناء وطنهم، وليس هذا بالأمر الجديد في السياسة الأميركية، لكن الجديد والغريب أن تكون هناك جماعات ما زالت تعرض نفسها للاستغلال الأميركي، وينطلي عليها ما تسوقه أميركا لها من مزاعم على أنها الأم الحنون الحريصة على حمايتهم باسم الحرية والديموقراطية، وأنها راغبة في مساعدتهم حباً لهم وعطفاً عليهم.
إن هذا النهج الأميركي بكل أسف ما زال يستخدم في بلدان عدة، عربية وغير عربية، فهل يا ترى سبب ذلك هو جهل هذه الجماعات، أم طمعها في ما تنفقه عليها أميركا؟!

&