&فاتح عبد السلام

العالم كلّه تضامن مع الفرنسيين الذين فقدوا أهم معلم&&في عاصمتهم بعد برج ايفل في حريق مفاجيء&.

يعود تاريخ كاتدرائية نوتردام المحترقة في قلب باريس إلى أكثر من&850&سنة ، وهو بناء فريد ليس له شبيه بين الأبنية الأثرية والتاريخية.وفي البناء أبراج ، خالدة في الاذهان ، يبلغ ارتفاع كل برج&68&متراً ويتم الصعود إلى قمته بواسطة درج حجري لولبي عدد درجاته&368&درجة، ومن يصعد هذه الدرجات ويصل قمة البرج يتمتع بمنظر بانورامي خلاب للعاصمة الفرنسية.

الحريق حدث على حين غرة ، ودمّر الاجزاء الأوضح والأثمن في التحفة المعمارية في ساعات قليلة&.

لو كان الحريق يقترب خطوة خطوة من مكان الكاتدرائية لوقف الفرنسيون بكل امكاناتهم لمنع وصل النار والتدمير للكاتدرائية، لكن الحريق وقع في داخل المبنى فجأة ، فلا مجال لتحذير أو تنادي من أجل اغاثة التحفة المعمارية النادرة.

قبل سنتين ، في الموصل ، كانت القلوب تحترق ، وهي تستصرخ العالم من اجل حماية منارة الحدباء في الجامع النوري الكبير التي بنيت في فترة مقاربة من بناء كاتدرائية نوتردام ، بما يزيد بخمسين سنة قبلها ، وحيّر بناؤها المائل بدرجة كبيرة مع ارتفاعها البالغ خمسة وستين متراً العلماء&&والدارسين والناس ونسجت حول ذلك الميلان الخاطف للقلوب الحكايات والاساطير.

كانت المعارك تتقدم متراً فمتراً باتجاه مركز المدينة القديمة حيث تقع المنارة الحدباء ، وكانت النيران عمياء ، وكان التنظيم الارهابي عبثياً في النيل من اي شيء في مدينة أسيرة آهلة بالملايين ، تحصدها النيران من الجانبين.

كانت الارواح الغالية تزهق بالمئات والألوف في حرب الموصل ، وقلّ الاحساس بالمكان التاريخي النادر ازاء تلك الخسائر الغالية ، لكن قلوب الناس ظلت ، برغم مآسيها ،تدمى في كل مرة أمام مشهد دمار المنارة الحدباء والجامع الكبير&.

العراق لم يعرف ان يسوّق نفسه سياحياً ابداً ، ولم تكن تلك المنارة التي شمخت قبل الكاتدرائية بنصف قرن مكاناً عاماً للسياح ، إلاّ القلة العابرة وبعض البعثات الاثرية والعلمية&.

الامارات تبرعت بخمسين مليون دولار لاعادة بناء المنارة ومحيطها في الموصل ، وباشراف اليونسكو&.&واهالي الموصل على موعد لقطف ثمرة هذا الجهد بعد خمس سنوات&.