&أسماء الكتبي& &&&

ما أكثر التصريحات الغربية ــ خصوصاً الأمريكية ــ التي يصغي إليها العرب، ويبنون على أساسها العلاقات بينهم، من ذلك مثلاً ما جاء في تصريح لجاريد كوشنر ــ عرّاب صفقة القرن ــ بصحيفة «هآرتس» الإٍسرائيلية، وهي ذات الصحيفة التي نقلت خبراً يقول: «نحن ننشر الشائعات لجس نبض العرب»، فوفقاً للصحيفة صرح كوشنر قائلاً: «الفلسطينيون أفسدوا صفقة القرن»، وهذا مضلل، فصفقة القرن تحققت بجميع أركانها السياسية والجيوسياسية، فالقدس أضحت عاصمة لإسرائيل، والجولان صارت إسرائيلية، فما الذي أفسده الفلسطينيون بالضبط؟ تصريح كوشنر قد يصدق من بعض العرب، ذلك أن كل تصريح غربي مصدق من العرب بلا استثناء، حتى أولئك الذين الذين يلمسون اليوم سلب القدس والجولان، ولمسوا بالأمس سلب أراضيهم.

الأخبار والتصريحات الغربية الساخنة، لها مجموعة أهداف تندرج تحت محور رئيس واحد، وهو تفرقة الصف العربي، وقد نجحت الولايات المتحدة وإسرائيل في ذلك منذ زمن بعيد.

وحين يطبل الإعلام الغربي لفريق عربي ضد آخر، فهو يرمي بسهمي العمى والكراهية، كما في حالة هذا التصريح الأخير، فالفلسطينيون يشعرون بنشوة الانتصار، بينما القدس سلبت منهم وأراضيهم لا تزال مغتصبة.

وطريقة أخرى مشابهة لهذه للتفرقة، وهي تضخيم الإعلام الغربي لفريق عربي،، ليجعل منه أسطورة، كما يفعل اليوم مع كل من حزب الله والحوثيين، وحتى حماس، إضافة لجماعات الإخوان المسلمين، بهدف إلهاء العرب عن عدوهم الحقيقي.

وهناك طريقة أخرى في التعامل الغربي مع العرب، هي تفخيم أعدائنا إعلامياً، كتركيا وإيران.

لا أدرى متى سندرك أننا في ذات الحلبة، وأن نجاحنا جماعي، وهزيمتنا جماعية، وأن إعلامهم أهم وسائلهم لتدميرنا؟