&عبدالعزيز السويد&&

لا شك أن الانقلاب في عدن قدم للحوثي وللقوى المساندة له ذخيرة لخطابهم الدعائي، وتوج ذلك بتصريحات مرشدهم الإيراني خامنئي وهو يستقبل عملاءه الحوثيين ليصرح بأهمية وحدة اليمن! ونظام الملالي مشهور باستغلال شعارات براقة تدغدغ عواطف البسطاء فيما تعمل ميليشياته الإرهابية على تقسيم كل دولة عربية تطالها في العراق وسورية ولبنان واليمن. ليست هذه النتيجة الوحيدة للانقلاب في عدن، بل أدى كذلك إلى إضعاف مكانة الشرعية والتحالف الذي يدعمها.


تقع مشكلة النخب السياسية اليمنية في الأولويات فهم يتصارعون على غنيمة لم يحصلوا عليها، بل ويتزايد فقدانهم لها في كل مرحلة. الرئيس عبدربه هادي يمثل رمز الشرعية المعترف بها دوليا وهو جنوبي بما يمثل ذلك شكل من أشكال الطمأنينة للمكون الجنوبي ونائبه الفريق على محسن شمالي، هذه التوليفة يفترض أن تبعث رسائل اطمئنان لكل اليمنيين الحريصين على الوحدة واستعادة وطنهم، لكن أداء الشرعية أحدث انقسامات وأورث شكوكا منذ ما قبل لجوئها لطلب العون من السعودية خاصة في أيام خطف الحوثي للسلطة في صنعاء بتلك الصورة المريبة.

لم يكن للجماعة الحوثية الإرهابية في اليمن من قدرة على خطف السلطة في صنعاء إلا باستغلاله للخلافات بين المكونات السياسية اليمنية، يطمع هذا ويقتل ذاك، استخدمه الرئيس السابق علي صالح وتمترس معه فأنقلب عليه وقتله بأبشع صورة، وهو لن يتوانى عن سحق كل مكون آخر حتى شيوخ القبائل الذين يتعاونون معه يقتلهم ويسحل جثثهم حين ينتهي من استخدامهم. لذا، فإن أمام اليمنيين تحدٍ جديد وهم سيخسرون إذا ما لم يحددوا العدو الحقيقي لهم ويتحدوا ضده، يمكنهم بعد التحرير طرح كل الرؤى والطموحات.

من هنا تبرز أهمية دعوة المملكة للحوار، فكل صراع لا يستهدف القضاء على الحوثي هو إضافة لقوته وتمكين له في ترسيخ كيان عميل لإيران.