إنها دراما عائلية جداً، من عنوانها تجذب الجمهور لذلك انتظرها بشغف وتابع حلقاتها منذ بداية رمضان، وتمنى أن تكون بنفس مستوى الفيلم الذي زادته جمالاً الراحلة الكبيرة فاتن حمامة. «امبراطورية م» حكاية كل بيت، تعيش أزمات التعامل بين الأبناء والآباء، اختلاف وجهات النظر ومعنى الحرية والمسؤولية من وجهتي نظر الكبار والصغار.. دراما تحمل توقيع الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، أعاد كتابتها للتلفزيون محمد سليمان عبدالمالك، بقيادة المخرج محمد سلامة، ارتقت بمضمونها لكنها للأسف لم تصل إلى مرحلة التفوّق، بل قل إنها انطلقت قوية وسرعان ما بدأت رحلة الهبوط.

«امبراطورية م» يسلط الضوء على أسرة مكوّنة من الأب مختار أبو المجد وأبنائه الستة وشقيقته مديحة، كيف يواجهون الحياة خصوصاً بعد وفاة زوجة مختار، وكيف سيتمكن من تولي مسؤولية تربية أبنائه من دونها؟، يمكننا الجزم بأن هذا المسلسل لم يكن يستحق أكثر من ١٥ حلقة، فهو مازال يلف ويدور ويجتر أحداثه ومشاكله.. منى الابنة الكبرى تريد السفر وحدها في بعثة مع الجامعة، ومروان يريد التحرر من كل القيود، ومختار يرفض بيع البيت لشركة اشترت معظم البيوت المجاورة ولم يبق أمامها سوى بيت مختار وبيت جارته مي، بجانب قصة حب مديحة ومحمود ورفض والدته زواجهما.. وماذا بعد؟ الحوارات تتكرر، المواقف لا تتبدل ولا تتغير، التشويق مفقود، الإحساس بالرغبة في مواصلة المشاهدة لمعرفة مصير هذه العائلة وجيرانها وأصدقائهم مات ودفنّاه. الكاتب مسؤول عن هذا البرود الذي وصل المسلسل إليه، كذلك المخرج محمد سلامة شريك في المسؤولية، لاسيما وأن بعض الشخصيات تظهر باهتة وأخرى مستفزة، مثل شخصية مادي التي تؤديها مايان السيد في استنساخ فج وصريح للنجمة نادية لطفي في فيلم «النظارة السوداء»، تقبلناها لبعض الوقت ثم تحولت إلى فتاة مستفزة، يقدمها المؤلف باعتبارها تعاني أزمة نفسية بسبب سوء معاملة والديها لها، لكنه هو نفسه يقدم لنا ألف سبب لعدم تقبّلها فلا نتعاطف معها ولا تبرر تصرفاتها وتحرّض مروان على الانحراف والتمرد وكل ما هو غير مقبول، ومع ذلك يحبها ويتمسك بها.

من الشخصيات التي كانت تستحق مساحة أكبر من مساحة مادي ومن مديحة (نشوى مصطفى)، هي ميّ التي تؤديها حلا شيحة، باعتبارها بطلة المسلسل التي يحبها مختار ويخشى الأبناء أن تحل مكان والدتهم، فهي بالكاد تطل في لقطة وتختفي، تقول جملتين وتختفي.

اختيار خالد النبوي وابنه نور لأداء دوري الأب وابنه موفق، وكلاهما له حضوره، لكن الخلل في المسلسل هو الضعف في المعالجة والخلل في الأدوار.