مع اختيار السيد محمد الحلبوسي&رئيسا للبرلمان العراقي وفق عرف يكاد يصبح سائدا في العملية السياسية العراقية التي سارت على اختيار رئيس الجمهورية من الكورد ورئيس الوزراء من المكون الشيعي ورئيس البرلمان من المكون السني تتجه الأنظار نحو منصب رئيس الجمهورية ورغم كثرة عدد المرشحين فانه من الواضح ان المنافسة ستكون بين&مرشحين&اثنين&هما كل من السيد فؤاد حسين المرشح المستقل للحزب الديموقراطي الكوردستاني والسيد برهم صالح الذي تم ترشيحه من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني نتيجة صفقة سياسية ترك فيها السيد برهم صالح حزبه الذي اسسه في ربيع هذا العام وحصل على مقعدين في البرلمان العراقي ليعود الى صفوف الاتحاد الوطني شريطة ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية وهو ما حدث&على عكس المفروض في العلاقات السياسية القائمة بين الحزبين الرئيسيين في كوردستان والتي تستوجب الاتفاق على مرشح واحد يمثلهما.

بقية&المرشحين&منهم من يرى في نفسه القدرة على تحمل مسؤوليات المنصب ومنهم من هو مدفوع من قبل هذه الجهة او تلك لتصغير شان منصب رئيس الجمهورية والاستخفاف به لهذا السبب او ذاك وليس لهم أي&تأثير&يذكر في عملية الاختيار والتصويت من قبل البرلمان.

بالعودة الى المرشحين الرئيسين يبدوا ان المشهد شبه محسوم لصالح السيد فؤاد حسين رغم الضجيج الإعلامي الذي يزعم حصول السيد برهم صالح على ضوء اخضر إيراني ـ امريكي في محاولة لتعزيز موقفه المهزوز الذي يواجه غضبا واستنكارا شعبيا واضحا في كوردستان نتيجة تخليه عن رفاقه وحزبه الجديد مقابل الحصول على فرصة الترشيح لمنصب الرئيس الامر الذي اعتبره الكثير من المتابعين انتحارا سياسيا هذا بالإضافة الى انه مارس خلال السنوات السابقة عددا من المسؤوليات&في الدولة وفشل في تقديم أي انجاز&يذكر&ناهيك عن التساؤلات الكبيرة حول مصادر ثروته وارتباطاته التي تتعارض وتوجهات الكتل السياسية الكبيرة الفائزة.

في حكم المؤكد هو اختيار السيد فؤاد حسين رئيسا قادما للعراق الذي انخرط في العمل الوطني منذ بداية شبابه وبقي امينا لمبادئه واستقلاليته وبعد سقوط النظام عمل بكفاءة في كل المناصب التي تقلدها وكان ولا يزال من الأسماء النادرة في عراق اليوم المعروفةبالنزاهة والترفع عن الانغماس في دوائر الفساد وصراع المصالح المالية.

السيد&فؤاد حسين القادم من أعماق بيئة&كوردستانية وشيعية&المذهب ويملك علاقات واسعة قوية مع المكون السني سيكون وفق كل المقاييس ممثلا حقيقيا للجميع الذي تنطبق عليه الشروط المطلوبة في هذه الحالة كاستقلاليته وكونه من التكنوقراط وابتعاده عن الفساد وموضوعة المجرب لا يجرب ......الخ&بالإضافة الى الحملة الذكية والهادئة التي يقوم بها الحزب الديموقراطي الكوردستاني لصالح مرشحه المستقل.

لقد سبق وان كتبت عن فوز الرئيس الحالي الدكتور فؤاد معصوم برئاسة الجمهورية في ايلاف الغراء قبل حوالي أربع سنوات وأستطيع ان أجزم اليوم بان الرجل المناسب في المكان المناسب السيد فؤاد حسين&هو

الرئيس المقبل لجمهورية العراق الاتحادي.

[email protected]