على وقع الانتصار الكبير الذي حققه الاتحاد الوطني الكردستاني خلال انتخابات مجالس المحافظات العراقية الأخيرة، حيث حل أولاً على صعيد القوى الكردستانية في المناطق المستقطعة من إقليم كردستان، يمضي الحزب نحو الاستعداد لخوض الانتخابات العامة في الإقليم، والتحول رافعة لحماية النظام الديمقراطي والمؤسساتي لكردستان العراق.

ويبدو واضحاً لأي مراقب أنه الطرف الأكثر حماسة وتمسكاً بهذا الاستحقاق، وبما يحفظ لمؤسسات الإقليم الشرعية والمصداقية عبر الاحتكام لارادة الناخبين وأصواتهم.

إقرأ أيضاً: في مئويتها.. شعلة القضية الكردية تبدد "ظلام" لوزان

في ظل سياسة التهرب والمماطلة التي يمارسها الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي تكللت بإعلانه مقاطعة الانتخابات تحت حجج واهية لا تخفي حقيقة قلقه وتذمره من أن الاتحاد قد نجح في إعادة الاعتبار إلى دوره كحزب محوري في كردستان والعراق، والذي كان قد تراجع بفعل غياب مام جلال، والدفع نحو إصلاح ما يعتري تجربة كردستان من أخطاء ومثالب، وصولاً إلى اعادة الاعتبار للسياسة والعملية الديمقراطية التنافسية وتداول السلطة.

النزوع المتمادي للديمقراطي الكردستاني نحو الأحادية والمركزية، وتنصيب نفسه حزباً حاكماً، يجعله ينقلب على العملية الديمقراطيَّة، طالما أنه يدرك أن حظوظه في تراجع في ظل ما نجح الاتحاد في تحقيقه من مكاسب لصالح تكريس الشفافية والنزاهة والتعددية والتوازن من خلال اعتماد نظام الدوائر الانتخابية الأربعة، وانتفاء كوتا المكونات التي كان يستغلها الديمقراطي لصالحه بفعل سياسة الأمر الواقع والسيطرة، الأمر الذي كان بمثابة مصادرة لتمثيل المكونات وتوظيفاً له لتحقيق غايات حزبية وفئوية ضيقة.

إقرأ أيضاً: طالباني في موسكو: عودة روحية مام جلال

ولهذا، فالدافع الأول وراء خشية الديمقراطي من خوض غمار المعركة الانتخابية، هو إدراكه أنَّ الاتحاد هذه المرة، وفي ظل السياسات والمنهجيات الواضحة التي يعتمدها رئيسه بافل جلال طالباني، والتي أعادت الحزب لسكة زعيمه التاريخي مام جلال، كحزب مبادر وصانع للأحداث والتحولات الثورية والديمقراطية، سيكون اللاعب الأبرز والرقم الصعب في المرحلة القادمة معززاً بثقة الناخبين وبدعم كردستاني وعراقي ودولي.