حضورٌ يحتمي بالوداع

وجهُها الذي لاح لي أزرق اللونِ

قالت بصوتٍ كسير:

ما الذي قد تبقّى كي نكون معاً؟

فِلْقتين من الشوق والهجر والتوق والبعدِ

لا نلتقي أمَدا إلاّ كي نودّع قبلاتنا للقاء الأخير

عنيتُ الوداع الأخير

لنشبكَ كفّاً بكفّ

حينما يأذن الموت ما بيننا بالرحيل

ما الذي تبتغي أيها النأي حتى تزيل السنين العجاف

وأيامنا النزرة المشتهاة اللطاف!

أهذا أوان حصاد السنابل؛ لمّ القطاف؟!

تذكرين الدروب التي توّهتنا؟

والنبال التي خدشتنا

والقناديل مهما أضاءت بمشوارنا أعتمتنا

والعناقات في أول الصبح في الحافلات احتوتْنا

والشفاه التي لامست بعضها واحترقنا

فارحلي لم أمت بعدُ الاّ بتلويحةٍ تأذنني: أن تعال

نعيد التلذّذ في العشق عند الوصال

وأين الوصال اذا كان فزورةً صعبة الحلِّ

ممزوجة في كرنفالِ من الغيبِ

أسطورةً من محال

فاتني ان أقول

إنني أملٌ أشتهي لَـمْسهُ

أمدّ يدي لهَـفاً، ولكنه لا يطال