مانيلا: فككت الشرطة الفيليبينية الاثنين قنبلة يدوية الصنع عثر عليها في سلة نفايات في مانيلا على مسافة مئتي متر من السفارة الأميركية بينما رجحت السلطات بان ناشطين اسلاميين مرتبطين بتنظيم الدول الاسلامية يقفون وراء محاولة ارتكاب "عمل ارهابي".

وقالت الشرطة ان راكبا في سيارة اجرة القى القنبلة في سلة النفايات في وقت مبكر من صباح الاثنين قرب السفارة التي تقع على طول احد اكثر الطرق ازدحاما في العاصمة الفيليبينية. وعثر عامل تنظيف بعدها على الطرد وقام بابلاغ الشرطة، بحسب المسؤولين.

واعلن قائد الشرطة الفيليبينية رونالد ديلا روسا في مؤتمر صحافي "هذه محاولة ارتكاب عمل ارهابي".

ورجح ديلا روسا ان جماعة "ماوتي" الاسلامية في جنوب الفيلبين التي شن الجيش عملية ضدها في الايام الاخيرة هي المشتبه الرئيسي.

واضاف "بسبب العملية المستمرة للشرطة والجيش هناك، لديهم الكثير من المصابين. يمكننا الاعتقاد ان هذه مناورة لاضعاف عملياتنا".

واعلنت الشرطة انها تمكنت من تفجير القنبلة بعد ساعة على اكتشافها.

وقالت الشرطة في العاصمة الفيليبينية لوكالة فرانس برس ان العبوة التي عثر عليها أحد عمال التنظيف في الشارع كانت مؤلفة من هاتف نقال وصاعق وبطارية 9 فولت وعبوة من عيار 81 ملم.

وبدأ الجيش عملية الخميس الماضي ضد جماعة "ماوتي" الاسلامية التي نفذت عملية تفجير في بلدة دافاو التي يتحدر منها الرئيس رودريغو دوتيرتي، ما أدى الى مقتل 15 شخصا في ايلول/سبتمبر الماضي.

ويتحصن الاسلاميون حاليا بمبنى حكومي مهجور في بلدة بوتيغ التي تقطنها غالبية من المسلمين في جزيرة مينداناو (جنوب) التي تبعد نحو 800 كيلومتر عن مانيلا.

واعلن المتحدث باسم الجيش الجنرال ريستيتوتو باديا للصحافيين ان 13 جنديا اصيبوا بجراح في القتال.

وبحسب باديا، تم قتل 19 مسلحا مع انه لم يتم انتشال الجثث ولم يكن بالامكان التحقق من عدد القتلى. واستمر القتال الاثنين.

واكد باديا انه يؤيد نظرية الشرطة حول من يقف خلف محاولة التفجير الاثنين.

وقال "من الممكن ان تكون هذه الجماعات تقوم بهذا لمساعدة رفاقهم الارهابيين وتشتيت انتباه (الحكومة)".

واكد قائد شرطة مانيلا جويل كورونيل ان السلطات تقوم بالتنسيق مع السفارة الاميركية لتحديد ما اذا كانت البعثة الاميركية هي المستهدفة بمحاولة التفجير.

وشكرت السفارة الاميركية الشرطة الفيليبينية على "تحركها السريع والملائم".

ويشهد جنوب الفيليبين تمردا انفصاليا اسلاميا منذ اكثر من 40 عاما خلف اكثر من مئة الف قتيل، في البلد ذات الغالبية الكاثوليكية. بحسب تقديرات حكومية.

ودخلت الجماعات الاسلامية الرئيسية في محادثات سلام متكررة مع الحكومة.

خطر متصاعد

ولكن "جماعة ماوتي" هي واحدة من عدة جماعات اسلامية بايعت تنظيم الدولة الاسلامية وواصلت القتال. وكذلك جماعة ابو سياف الاسلامية متخصصة في عمليات الخطف مقابل فدية.

وبحسب ديلا روسا، فان محاولة التفجير قرب السفارة الاميركية هي من فعل جماعة "ماوتي" او جماعة "انصار الخلافة في الفيليبين" وهي جماعة اخرى بايعت تنظيم الدولة الاسلامية في الجنوب.

وحذر قادة الجماعات المتمردة الرئيسية بشكل متكرر من ان فشل جهود السلام، بما في ذلك تلك مع سلف دوتيرتي، قد يدفع المزيد من الشبان الى الانضمام الى جماعات متطرفة مثل "جماعة ماوتي".

واكد معهد تحليل سياسات النزاعات، ومقره في جاكرتا، الشهر الماضي ان التعاون العميق بين "جماعة ماوتي" وجماعة ابو سياف وغيرها من الجماعات الاسلامية التي بايعت تنظيم الدولة الاسلامية يعني ان المزيد من العنف اصبح "مسألة وقت".

واعتقل ثمانية متطرفين اسلاميين في اب/اغسطس الماضي من "جماعة ماوتي" بينما هاجم ناشطون اسلاميون متطرفون يحملون راية تنظيم الدولة الاسلامية السجن لتهريبهم.

وبعد الهجوم في دافاو، اعلن الرئيس "حالة الطوارئ" في الفيليبين، ما ادى الى تعزيز الاجراءات الامنية.

واعلن مكتب دوتيرتي الاثنين انه سيتم اتخاذ تعزيزات امنية اضافية بعد محاولة التفجير عند السفارة الاميركية خاصة في المطارات والموانىء ومحطات النقل الاخرى.

وينحصر عنف الجماعات الاسلامية في منطقة جنوب الفيليبين فقط، وتحذر الحكومات الغربية مواطنيها دائما من السفر الى هناك بسبب التهديدات بالخطف.

الا ان مسلحين نفذوا عدة هجمات في العاصمة مانيلا التي يقيم فيها اكثر من 12 مليون شخص.

وجماعة ابو سياف متهمة باسوأ هجمات ارهابية تشهدها الفيليبين في تاريخها بما في ذلك تفجير عبارة ما اسفر عن مقتل اكثر من 100 شخص عام 2004.