وصف نواب مصريون زيارة الملك سلمان الى القاهرة بأنها تقطع ألسنة المشككين في متانة العلاقات بين المملكة ومصر، وتوجه رسائل للداخل والخارج بأن البلدين متحدان بوجه قوى الشر التي تتربص بالمنطقة.

القاهرة: يحل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ضيفًا على بلده الثاني مصر، في زيارة رسمية هي الأولى منذ توليه العرش. من المقرر أن تستمر الزيارة 3 أيام، يغادر بعدها الملك سلمان إلى تركيا لحضور اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي.

وتكتسب زيارة الملك سلمان إلى مصر أهمية خاصة لأنها تأتي في ظل أوضاع دقيقة وحرجة تمر بها المنطقة العربية، ولأنها تعمق العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية.

ورحب نواب البرلمان المصري بزيارة الملك سلمان معتبرين أنها زيارة تاريخية. واعتبر النواب أن الزيارة تقطع ألسنة المشككين في قوة ومتانة العلاقات بين المملكة ومصر، وتوجه رسائل للداخل والخارج بأن البلدين "إيد واحدة" في وجه قوى الشر، التي تتربص بالمنطقة، وتريد الإيقاع بها في حروب طائفية.

لنبذ كل الخلافات

قال النائب طارق الخولي لـ"إيلاف" إن المنطقة العربية تموج بالصراعات، وتتشابك بشكل معقد جدًا، "والتنسيق المصري السعودي مهم جدًا في هذه المرحلة باعتبار أنهما أكبر دولتين عربيتين".

وأعرب عن اعتقاده في أن تسهم هذه الزيارة في تقريب وجهات النظر بين البلدين، في ما يتعلق بالملفين السوري والليبي، مشيرًا إلى أن التحديات التي تعاني منها المنطقة تجبر الجميع على العمل معًا، ونبذ كل الخلافات.

وأكد أن المصريين سيحفظون جميل المملكة العربية السعودية تجاه بلدهم، خلال فترة ما بعد 3 تموز (يوليو) 2013، محذرًا من أن هناك أطرافًا كثيرة تحاول أن تعبث بالعلاقات بين البلدين، "وكان هذا واضحًا في أكثر من محاولة، وحضور الملك سلمان إلى مصر يبعث برسالة إلى قوى الشر، مفادها أن العلاقات المصرية السعودية تاريخية، على أعلى مستوى، وأن التنسيق المصري السعودي بات ضروريًا، إضافة إلى استمرار دعم البلدين لبعضهما البعض سواء كان الدعم السعودي ماليًا لمصر، أو الدعم المصري عسكريًا للسعودية".

أكبر دولتين

ولفت الخولي إلى أن أطرافًا مصرية تسعى أيضًا إلى زعزعة استقرار العلاقات التاريخية مع السعودية بشتى الطرق. وبحسب وجهة نظر الخولي، السعودية ومصر أكبر دولتين في المنطقة، "وإذا دب الخلاف بينهما فسيكون من السهل تنفيذ الأجندات الخارجية بتفتيت الأمة العربية وإغراقها بالحروب الطائفية و النزاعات العرقية، واستمرار العلاقات وتدعيمها يحبطان المخططات التي تحاك للعرب والمسلمين".

لن تتأثر

بدوره، قال النائب صلاح حسب الله، القيادي في "ائتلاف دعم مصر" إن هذه الزيارة تقطع الشك باليقين، وتقطع الألسنة المشككة في قوة العلاقات بين السعودية ومصر ومتانتها.

وأضاف لـ"إيلاف": "تؤكد هذه الزيارة أن علاقات مصر بالسعودية إستراتيجية وتاريخية، ولا تتأثر بعوامل ومخططات تهدف للإيقاع بين البلدين، وهي رسالة للخارج والداخل بأن البلدين تجمعهما علاقات قوية، والحوار بينهما لن ينقطع أبدًا".

واعتبر حسب الله أن الخلافات بين مصر والسعودية حول بعض الملفات مثل سوريا أمر طبيعي، وأوضح أن رؤية مصر في ما يتعلق بالملف السوري هي عدم التدخل في الشأن الداخلي لأية دولة عربية، "فلن يؤدي اختلاف الرؤى إلى تضارب المصالح، وهذا الاختلاف طبيعي وعادي، وهناك قاعدة في السياسة الدولية تقول إن الاختلاف في القضايا لا يضر بالمصالح المشتركة".

توافق فكري

قال الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إن زيارة الملك سلمان إلى مصر تقطع ألسنة المشككين في قوة العلاقات المصرية السعودية. وأضاف أبو العلا لـ"إيلاف" أن الزيارة رسالة واضحة للعالم كله بأن مصر والسعودية على قلب رجل واحد، ولا صحة لوجود خلافات بينهما، وكل ما أثير فى هذا الصدد بعيد عن الواقع.

وأوضح أبو العلا أن زيارة الملك سلمان خطوة نحو توحيد العمل العربي تجاه عدد من القضايا والملفات المهمة، على رأسها الملف السوري وما يحدث في اليمن وليبيا.

ووفقًا للنائب أحمد بدران، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، فإن زيارة الملك سلمان دليل قاطع على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية على الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن العلاقة الإستراتيجية التي تربط مصر والسعودية ممتدة عبر التاريخ .

أضاف في تصريح أرسله إلى "إيلاف": "هذه الزيارة تؤكد للعالم التوافق الفكري بين مصر والسعودية تجاه جميع القضايا العربية والدولية، وقطعت ألسنة المشككين في العلاقات بين البلدين"، متوقعًا أن تشهد الزيارة عرضًا لكل القضايا التي تهم البلدين، وكل ما يتعلق بتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات القائمة في هذه اللحظة الحرجة التي تواجه المنطقة العربية خصوصًا، ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا..