«إيلاف» من القاهرة: تسبب انتشار موضة "البناطيل المقطعة" بين الشباب في مصر، في حالة من الجدل، وقررت الجامعات المصرية إطلاق حملة منع الطلاب من ارتدائها أثناء الدراسة.

بعد أن انتشرت بشكل واسع بين الشباب في مصر، قررت الجامعات المصرية منع الطلاب من ارتداء "البناطيل المقطعة"، ولاسيما جامعة الأزهر، التي شنت حملة موسعة ضد الطلاب المخالفين أطلق عليها حملة "الانضباط الشرعي"، بناءً على تعليمات صدرت من مجلس جامعة الأزهر الشريف، وهي الحملة التي أطلق عليها الطلاب داخل الكليات "معركة البناطيل المقطعة السلاسل والأساور".

 وتضمنت الحملة منع جميع الطلاب والطالبات المخالفين للزي الشرعي من دخول الحرم الجامعي، فضلًا عن حرمان الطلاب الذين يقومون بحلق شعر الرأس حلقة "القزح" باعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية، كما شملت الحملة منع دخول الطلاب الذين يرتدون السلاسل والأساور والبناطيل المقطعة من الحرم الجامعي.

حملة الانضباط الشرعي امتدت أيضًا لطلاب المعاهد الأزهرية، وقررت مشيخة الأزهر منع دخول الطلاب والطالبات بالبناطيل المقطعة، وإطالة شعر الرأس، وتنفيذًا لتعليمات الأزهر قام أحد مشايخ المعاهد الأزهرية بحلق رءوس عشرات التلاميذ داخل المعهد لإجبارهم على احترام التعليمات الصادرة في هذا الشأن .

وكانت الشرارة الأولى لحملة الانضباط الشرعي قد اندلعت من داخل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالمنوفية، وأصدر الدكتور السيد سلام، عميد كلية اللغة العربية قرارًا بمنع دخول الطلاب الذين يرتدون البناطيل المقطعة داخل الحرم الجامعي، وأصحاب قصات الشعر الغريبة، بالإضافة إلى الطلاب الذين يرتدون السلاسل والأساور، بحجة أنها من الأمور التي تخالف الشريعة الإسلامية.

مذيعة البنطلون المقطع

منع الطلاب المخالفين

وأعلن الدكتور السيد سلام في مداخلة هاتفية لأحد القنوات الفضائية، أنه قرر منع دخول الطلاب المخالفين في الزي والمظهر للحرم الجامعي، ومنهم الطلاب الذين يرتدون البناطيل المقطعة وأصحاب حلقة القزح، والسلاسل والأساور.

وأضاف سلام أنه حذر الطلاب المخالفين وأمهلهم أسبوعًا للتوقف عن هذه المخالفات وتصحيح أوضاعهم، وإلا سيتم استدعاء أولياء أمورهم وإحالتهم للتحقيق.

 في السياق ذاته، قال عدد من طلاب كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف أن إدارة الكلية استدعتهم وحذرتهم من منعهم من دخول الحرم الجامعي بسبب حلقة الشعر الموضة التي تطلق عليها إدارة الكلية "القزح"، أو حلقة "كابوريا"، بحجة أنها مخالفة للشريعة، كما شملت التحذيرات منع ارتداء الطلاب والطالبات البناطيل المقطعة أو الضيقة، كذلك يحذر على الطلاب البنين ارتداء السلاسل والأساور أثناء دخول الحرم الجامعي أو المحاضرات.

من جانبه قال محمد شعلان، عضو رابطة خريجي الأزهر، إن جميع أولياء أمور الطلاب داخل جامعة الأزهر يؤيدون القرارات الصادرة بشأن تطبيق حملة الانضباط داخل الجامعة وخاصة فيما يتعلق بالسلوك والزي، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر لها مكانتها في العالم الإسلامي، ويجب أن يكون طلابها على قدر المسئولية بالحفاظ على مكانة الجامعة باعتبارها منبرًا لدراسة علوم الدين والشريعة في الإسلام.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الشباب الآن يفتقدون لقدوة حقيقية وهدف يسعون لتحقيقه، مما كان سببًا مباشرًا نحو التقييد الأعمى للغرب ، دون دراية حقيقية بوجود تباين في الثقافات والتقاليد والعادات، كما يجب على الأسرة والمدرسة العودة لدورهم الأساسي في تنشئة شاب قادر،وذلك بالحفاظ على حسن خلق الإسلام والعادات والتقاليد الشرقية الحميدة.

ولفت إلى إن ارتداء البناطيل المقطعة والأساور والسلاسل حرام شرعًا، فالإسلام حافظ على كرامة الرجل، وحرم تشابهه بالمرأة، وبالتالي فإن قرار الأزهر يصب في صالح عودته من جديد لمكانته السباقة بنشر القيم والأخلاق داخل المجتمع المسلم عامة والمصري خاصة.

قرار بجامعة الاسكندرية لمنع البنطلونات المقطعة

 

على نهج الأزهر

وسارت جامعات أخرى على نهج الأزهر، وأصدرت كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، منشورًا بمنع دخول الطلاب بزي غير لائق داخل الحرم الجامعي، وهو "الملابس الكاتنج" ومنها "البنطلونات المقطعة"، والملابس التي تظهر مفاتن الجسم لدى البنات، وأيضًا الملابس التي تميز الشخص بالشعائر الدينية مثل "الجلباب". وقررت كلية التربية النوعية بجامعة المنوفية، منع دخول الطلبة والطالبات الكلية بملابس غير "لائقة" بناطيل "مقطعة" ووضع مساحيق التجميل بشكل مبالغ فيه. واتخذت جامعة كفر الشيخ القرار نفسه.

ولقي القرار ترحيبًا من مجلس النواب، وقالت الدكتورة آمنة نصير، عضو المجلس، إنها أول من طالبت بمنع دخول البناطيل والأساور والسلاسل الحرم الجامعي والمدارس وجميع المؤسسات التعليمية والتربوية وحتى المصالح الحكومية.

وأضافت لـ"إيلاف" أن الطلاب يجب عليهم الالتزام بآداب الحرم الجامعي، مشيرة إلى أن ارتداء الطلاب والطالبات "البنطلونات المقطوعة" أمر لا يصح، ومخالف للشرع والتقاليد الشرقية والإسلامية.

وطالبت نصير جميع رؤساء الجامعات بسرعة إصدار قرار منع دخول البناطيل المقطعة الحرم الجامعي، ونفس الأمر بالنسبة لوزارة التربية والتعليم، دون النظر لاعتراضات البعض، على حد قولها.

ولفتت إلى أن منع ارتداء البنطلونات المقطعة يحتاج إلى قرار إداري من رؤساء الجامعات ، وليس هناك حاجة لقانون من البرلمان.

وتنتشر ظاهرة ارتداء الشباب والفتيات للبناطيل المقطعة في مصر، وقال محمد عمران، عضو غرفة صناعة الملابس باتحاد الصناعات، إن هذه البنطلونات تشهد إقبالًا من الشباب من مختلف طبقات المجتمع.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هناك نوعان من البناطيل المقطعة، الأول بناطيل مقطعة بشكل كبير، وتظهر الجسد، والآخر بناطيل مقطعة ومبطنة من الداخل، مشيرًا إلى أن النوع الأخير يشهد إقبالًا من الفتيات.

ولفت إلى أن أسعار هذه البنطلونات مرتفعة مقارنة بغيرها من البنطلونات، وأوضح أن الأسعار تتراوح ما بين 250 إلى 700 جنيهًا.