من حيث لا يدري، ساهم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في اخراج عدة وسائل إعلام تقليدية من ركودها وأزماتها، وسواء بسبب كرهه الشديد لبعض وسائل الاعلام، أو بسبب سياساته الشعبوية، فإنّ المواطن الأميركي صار أكثر تعلقا بالصحف والمحطات الإخبارية.


عبدالإله مجيد من لندن: يصف دونالد ترامب صحيفة "نيويورك تايمز" بالصحيفة الفاشلة في تغريداته على تويتر ولكن رئاسته نفخت حياة جديدة في الصحيفة وغيرها من المنافذ الاعلامية التقليدية السائدة.

وتلقت "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"ول ستريت جورنال" دفعات بزيادة الاشتراكات وعدد قراء صفحاتها على الانترنت فيما تحقق شبكات كابل اخبارية مثل "سي ان ان" و"فوكس نيوز" زيادات هائلة في عدد مشاهديها في وقت تفقدهم غالبية القنوات الأخرى.

وحتى اسهم شركات الجرائد التي تعاني منذ فترة طويلة بسبب ضعف الاقبال عليها اخذت ترتفع. فمنذ الانتخابات ارتفعت اسهم شركة "نيويورك تايمز" بنسبة 42 في المئة متخطية حتى شركات عملاقة مثل بنك غولدمان ساكس.

سبب هذا الانتعاش هو الطبيعة غير المسبوقة لأحداث سياسية أبقت عيون الاميركيين مسمرة على الصحف والشاشات.

ويفرض ايقاع التغيير لا سيما منذ الانتخابات على مؤيدي ترامب وخصومه ان يواكبوا أحدث التطورات. وكثير منهم يستخدمون تويتر ولكن كثيرين آخرين يريدون تحليلات من النمط الذي تقدمه المنافذ الاعلامية التقليدية.

ولعل استهداف ترامب بهجماته منافذ معينة شجع البعض على الاشتراك فيها ومتابعتها تحدياً له.

وتبدى الازدهار الذي احدثه ترامب بأسطع اشكاله في صحيفة "نيويورك تايمز" التي كسبت أكثر من نصف مليون مشترك في طبعتها الرقمية العام الماضي بينهم 276 الفاً في الربع الأخير من العام، غالبيتهم بعد الانتخابات. ولديها الآن 3 ملايين مشترك اجمالا بينهم نحو 1.7 مليون مشترك في الطبعة الرقمية وحدها.

"واشنطن بوست" لا تكشف عن عدد مشتركيها منذ استملكها جيف بيزوس رئيس امزون التنفيذي. ولكن رئيس تحريرها مارتي بارون قال مؤخراً ان الاشتراكات تتزايد "بوتيرة متسارعة جداً الآن".

كما حققت صحيفة "وول ستريت جورنال" التي يملكها روبرت مردوخ زيادة كبيرة في عدد المشتركين في طبعتها الرقمية الى نحو 1.1 مليون مشترك بحلول نهاية 2016 بزيادة 250 الف مشترك على الفترة نفسها قبل عام ، بحسب مجلة الايكونومست.

ويبدو ان الجمهور لا يكل من متابعة ترامب. وسجلت شبكات الكابل الاخبارية الثلاث الكبرى "فوكس نيوز" و"سي ان ان" و"ام اس ان بي سي" اكبر زيادات في عدد المشاهدين من كل قنوات الكابل الاميركية الأخرى في عام 2017، بحسب شركة نيلسن لأبحاث السوق.

وتمتعت كل شبة من الشبكات الثلاث بزيادة في عدد المشاهدين نسبتها 40 في المئة أو أكثر خلال الاسابيع الستة المنتهية في 12 فبراير/شباط.

ويأتي هذا الانتعاش في وقت تواجه وسائل الاعلام التقليدية تحديات كبيرة وخاصة المطبوعات الورقية بسبب تناقص الايرادادت المتحققة من الاعلان.

ويتوقع خبراء ان يستمر الانتعاش الذي اطلقه ترامب في وسائل الاعلام التقليدية ما دامت ادارته "تصنع الأخبار وتثير الجدل"، كما يقول مارك تومسون رئيس شركة نيويورك تايمز.

وتوقع تومسون ان يستمر ذلك سنوات. وهذا ما يأمله اقطاب الاعلام بكل تأكيد.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الايكونومست". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.economist.com/news/business/21717107-making-americas-august-news-groups-great-again-traditional-media-firms-are-enjoying-trump-bump