«إيلاف» من نيويورك: تساؤلات كثيرة طرحت في الايام الماضية حول النهج الذي ستتبعه الإدارة الأميركية حيال الحرب الدائرة في سوريا، بعد التصريحات التي صدرت عن ممثلة واشنطن في الامم المتحدة، والمتحدث باسم البيت الابيض.
وترافقت التصريحات الصادرة عن الإدارة الاميركية الجديدة المتعلقة بمصير الرئيس السوري بشار الاسد، مع نشر معلومات صحفية سلطت الاضواء على "انقلاب" الموقف الاميركي حيال دمشق بشكل كامل.
ولكن هل فعلاً تطابق تصريحات المسؤولين الاميركيين مع ما يجري في الميدان؟، فبحسب معلومات "إيلاف"، "فإن خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لسوريا تم وضعها قبل الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فإن ما يحدث اليوم ليس مفاجئًا".
وتشير المعلومات،" الى أن ادارة اوباما ركزت أكثر طوال السنوات الماضية على التهديد والوعيد دون أن تتخذ أي خطوات ذات شأن باستثناء دعم بعض الجماعات المخترقة من قبل جبهة النصرة وتنظيمات متشددة، وكانت واشنطن غائبة من على أرض الواقع حاضرة على الشاشات فقط، أما اليوم فقد باتت للاميركيين قوة لا يستهان بها توظف خبرتها في خدمة الاكراد والمجموعات السورية المعتدلة".

ضرب داعش في معقله
ومكن الدعم الأميركي، القوى المحلية من فرض سيطرتها على أكثر من منطقة، وبدأ الحديث جديًا عن ضرب داعش في عاصمته الرقة، وفي محافظة دير الزور، وبالتالي فإن العمل بحسب المعلومات ينصب حاليًا على تمكن واشنطن بالأشهر القادمة من امتلاك الكلمة العليا في شرق وشمال شرق سوريا.

عصافير عديدة بخطة واحدة
وبحال سارت الامور وفق ما هو مخطط له، فإن الإدارة الأميركية ستضرب أكثر من عصفور بخطة واحدة، القضاء على داعش ودخول معقله الرئيسي، وخروج ترامب امام العالم بوصفه الرئيس الذي وعد بالقضاء على داعش وفعل. السيطرة بطريقة غير مباشرة على المناطق الغنية في سوريا، وابراز ورقة تفاوضية قوية بوجه روسيا التي تتواجد بقواتها في معظم مناطق سيطرة النظام.

تحصين الموقف على الأرض
وتعتقد الإدارة الأميركية، أن الرئيس اوباما اراد فرض شروطه (اسقاط النظام ورحيل الاسد) دون امتلاك اوراق قوية تخوله لعب هذا الدور، لذلك يجهد ترامب والبنتاغون في تحصين الموقف الأميركي على الارض قبيل الخوض في مفاوضات جدية مع روسيا للتوصل الى حل شامل يوقف الحرب.

تصريحات سابقة
وتتقاطع هذه المعلومات مع التصريحات التي ادلى بها د.وليد فارس، مستشار ترامب خلال الحملة الانتخابية، الى "إيلاف" منذ ستة أشهر، وقال فارس انذاك، " إن إدارة ترامب ستعمل ما بوسعها مع الدول العربية في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، وسيتم وضع خطط مشتركة. أما بالنسبة إلى مناطق الأسد فهي واقعة تحت الحماية الروسية؛ وبالتالي أصبح هناك أمرٌ واقع مشابه لحالة ألمانيا في الحرب الباردة، وعليه أن يتكلم مع الروس"،& متابعًا: إذا تم تنظيم الأوضاع في المناطق الكردية ومناطق المعارضة، وتم اجتثاث المتطرفين، عندها سيلقى ترامب دعم الرأي العام الأميركي من أجل تدعيم المجتمع السوري، وساعتها سيتم التواصل مع روسيا لوضع حل سياسي، وإذا حصل تفاهم في العمق بين موسكو وواشنطن سيطلب من روسيا الضغط على إيران وحزب الله، وسحبهما من سوريا، وسيقوم المجتمع الدولي بمحاربة الإرهاب".