شكل الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أُعيد انتخابه مؤخرا، حكومته الجديدة دون أن تتضمن عناصر نسائية، كحال حكومته السابقة.

ويحسب روحاني على التيار المعتدل في إيران، وحثه نشطاء ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على تعيين وزيرات في حكومته الجديدة.

ولم تشهد الحكومات الإيرانية المتعاقبة تعيين سيدات، باستثناء وزيرة واحدة منذ الثورة الإيرانية عام 1979. وشغلت الوزيرة، وتُدعى مرضية داستجردي، منصب وزارة الصحة في ظل حكومة الرئيس السابق أحمدي نجاد، بين عامي 2009 و2013.

وجاء تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة بدون إدخال أية تعديلات جذرية على آخر حكومة لروحاني. ومن المتوقع أن تواصل الحكومة نشاطها المتمثل في الدفع نحو تعزيز الاستثمارات الأجنبية، واستمرار النهج التكنوقراطي الذي يهدف إلى إحياء الاقتصاد المتعثر في البلاد.

ومن أبرز التعديلات الوزارية في الحكومة الجديدة ترك الجنرال حسين دهقان منصب وزير الدفاع، ليشغل المنصب مساعده الجنرال أمير حاتمي. وينتمي حاتمي للجيش وليس من الحرس الثوري، وهي خطوة لم تحدث منذ عشرين عاما.

كما فقد وزير الاقتصاد السابق، علي طيبنا، منصبه لصالح نائبه مسعود كرباسيان.

وفي خطوة تبرز جهود إيران الرامية إلى إعادة بناء روابط مع الغرب، احتفظ وزير الخارجية محمد جواد ظريف بمنصبه، وكذا وزير النفط بيجان نمدار زنغانه.

وسوف يصدق البرلمان الأسبوع المقبل على أعضاء الحكومة الجديدة المؤلفة من 18 عضوا.

وانتقد حلفاء إصلاحيون لروحاني عدم تعيينه سيدات في حكومته، بعد تسريبات إخبارية أشارت إلى الأمر. وهي خطوة اعتُبرت بمثابة خضوع لرجال الدين.

وقالت شاهين دوخت ملاوردي ، نائبة الرئيس لشؤون المرأة المنقضية ولايتها، لصحيفة "اعتماد" الإيرانية الإصلاحية :"غياب وزيرات (في الحكومة) يعني أننا لا نتقدم على الإطلاق".

وكانت ملاوردي من بين ثلاث سيدات يشغلن منصب نائب الرئيس، وهو منصب لا يحتاج إلى تصديق برلماني.

ويعد روحاني، البالغ من العمر 68 عاما، رجل دين معتدل، فاز في الانتخابات الأخيرة على منافسه المتشدد إبراهيم رئيسي بفضل الدعم الكبير للإصلاحيين، الذين شعروا بتجاهل في عملية اختيار الحكومة الجديدة.

وفي ظل عدم وجود أحزاب رسمية في البرلمان، يتعين على روحاني التنسيق بين الفصائل السياسية التي لا يتمتع أي منها بأغلبية حاسمة لمقاعد البرلمان، المؤلف من 290 مقعدا.

ومن المعروف أن روحاني نسق تعيينات الحكومة مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، وآخرين في الحرس الثوري والقضاة.