أعلنت المملكة المتحدة أنها قدمت مساعدات طبية عاجلة تساعد على حماية المنشآت الطبية وموظفي الإغاثة الشجعان الذين يتعمّد نظام الأسد استهدافهم بالقنابل والأسلحة الكيميائية، وحمّلت دمشق وحلفاءها مسؤولية منع أي تقدم دبلوماسي لحل الأزمة السورية.

إيلاف: تشارك وزيرة التنمية الدولية بيني موردنت البريطانية في المؤتمر الثاني لدعم مستقبل سوريا ودول المنطقة، والذي يُعقد في بروكسل، اليوم الأربعاء، وهي أعلنت أن المساعدات البريطانية سوف تساهم في تدريب آلاف الأطباء والممرضين لتقديم العلاج والرعاية إلى مصابين في أشد مناطق الصراع خطورة. 

هذا الموقف البريطاني يأتي كي يتمكن الأطباء والمرضى من الاستجابة فورًا لدى وقوع اعتداءات، بما في ذلك معرفة كيفية إزالة الشظايا ومعالجة الإصابات الناتجة من الانفجارات، ومعالجة الحروق والجروح الناتجة من نيران القذائف. كما ستوفر إمدادات طبية ضرورية مثل لوازم خياطة الجروح، والأكسجين، والدم، ومواد التخدير.

رعاية صحية 
وقالت الوزيرة موردنت إن الهدف من الدعم الذي نقدمه هو المحافظة على بقاء المنشآت الطبية مفتوحة - نظرًا إلى إصابة أعداد متزايدة خلال هذه السنة - وذلك بطرق من بينها تدريب الأفراد العسكريين وقوات الأمن ومقدمي الرعاية الصحية على كيفية حماية الخدمات الطبية إبّان الصراع. كما إننا نقدم مواد مقاومة للانفجارات وأكياس الرمل لتعزيز المنشآت الطبية المُقامة تحت الأرض والحدِّ من الأضرار التي تلحق بها نتيجة الهجمات.

كما أعلنت عن أن المملكة المتحدة ستقدم ما لا يقل عن 450 مليون جنيه خلال هذا العام للتخفيف من المعاناة الشديدة في سوريا، إضافة إلى تقديم دعم حيوي لملايين اللاجئين السوريين الذين يحتمون في الدول المجاورة.

وإذ يُصاب في الوقت الحالي ما لا يقل عن 30,000 شخص في سوريا في كل شهر، فإننا نتوقع في العام المقبل إنفاق ربع الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة لأجل الرعاية الصحية.

منع المساعي الدبلوماسية
وقال موقع وزارة الخارجية البريطانية إن وزيرة التنمية الدولية قالت أمام مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" المنعقد في بروكسل: من الواضح أن النظام السوري والداعميْن له، روسيا وإيران، سيحاولون منع كل مسعى دبلوماسي لتحميل النظام المسؤولية عن تكتيكاته المقيتة وغير الشرعية.

ونوهت موردنت بأن سوريا أصبحت اليوم واحدة من أكثر الأماكن في العالم خطورة على حياة موظفي الإغاثة والطاقم الطبي. فالمنشآت الطبية والمدارس استهدفت عن عمْد، ومُنع دخول المساعدات بهدف تجويع السكان وإرغامهم على الخضوع للنظام، واستُخدم الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح روتيني من أسلحة الحرب.

وأكدت الوزيرة البريطانية أن تعهد المملكة المتحدة اليوم بتقديم الدعم سوف يساهم في بقاء المنشآت الطبية مفتوحة في وقت تتواصل فيه الهجمات من دون هوادة، وذلك حتى يتمكن الأطباء والممرضون من إنقاذ أرواح السوريين الأبرياء؛ هذا إضافة إلى تقديم العوْن إلى ملايين اللاجئين السوريين المحتمين حاليًا في الدول المجاورة. ولكن لا يمكن أن يقتصر مؤتمر اليوم على التعهد بتوفير الأموال فقط، ولا يمكن لنا أن نسمح لأحد بأن يتجاهل القوانين والأعراف الدولية التي تحافظ على سلامتنا جميعًا.

وقف إطلاق النار
ودعت وزيرة التنمية الدولية البريطانية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى توفير ممرات آمنة حتى يتمكن موظفو الإغاثة وأفراد الكوادر الطبية الشجعان من أداء عملهم من دون خوف من تعرّضهم للاعتداء عليهم. وعلينا خلال هذه السنة أن نتجاوز مسألة الالتزامات والتعهدات. علينا أن نرى اتخاذ إجراءات ملموسة تؤدي إلى توفير حماية أكبر للمدنيين وموظفي الإغاثة، وأن نعمل معاً لنضع سوريا على درب السلام.

وأشارت إلى أنه يُقدَّر بأن ما لا يقل عن 478 منشأة صحية قد تعرّضت لهجوم أو أنها دُمّرت، وأن ما لا يقل عن 830 من مقدمي الرعاية الصحية في سوريا قد قتلوا منذ اندلاع الصراع عام 2011.

وقالت موردنت: وقد شهدنا ارتفاعاً في عدد المنشآت الصحية التي استُهدفت في سوريا خلال الأشهر الأولى من عام 2018، حيث هوجمت 36 منشأة في شهر فبراير وحده.

منشآت صحية
وأضافت: في العام الماضي، وفرت المساعدات البريطانية الدعم لأكثر من 175 منشأة صحية، وما يزيد على 11,000 من مقدمي الرعاية الصحية الذين قدّموا 2.2 مليون استشارة طبية.

علاوة على هذا كله، تقول الوزيرة البريطانية: قدّمنا تدريباً تخصصياً ومعدات للاستجابة لهجمات بالأسلحة الكيميائية، إضافة إلى توفير معدات الحماية الشخصية لموظفي الإغاثة العاملين على الخطوط الأمامية، و20,000 حقنة ترياق لعلاج آثار بعض العناصر الكيميائية.

واكدت أن بريطانيا ستواصل استغلال موقعها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وفي مجلس حقوق الإنسان لدعم القرارات التي تسعى لحماية المدنيين وموظفي الإغاثة الإنسانية، إلى جانب المطالبة بامتثال النظام وداعميه للقرارات الحالية.

وخلصت الوزيرة موردنت إلى القول: وإذ يحتمي 5.6 ملايين لاجئ سوري في الدول المجاورة لسوريا، فإن تعهد المملكة المتحدة بتقديم المساعدات المعلن عنها اليوم سوف يساهم في تقديم الدعم في الأردن ولبنان أيضاً حتى يتمكن اللاجئون السوريون من البقاء قريباً من أرض الوطن إلى أن يصبحوا يوماً ما قادرين على العودة آمنين. وعلاوة على ذلك، سوف تقدم المملكة المتحدة دعماً إضافياً للاجئين في تركيا.