إيلاف من لندن: حذر محللون من ان هجمات المتمردين الحوثيين على الملاحة الدولية تهدد الاقتصاد العالمي وتنذر باندلاع نزاع اقليمي واسع.

واشار المحللون الى أن قرار السعودية تعليق جميع الشحنات النفطية عبر مضيق باب المندب يمكن ان يؤدي الى ارتفاع تكاليف نقل النفط من الخليج ما لم يُضمن أمن الممرات المائية فيه.

وذكرت وكالة رويترز ان المملكة تصدر ما بين 500 و700 الف برميل في اليوم عبر مضيق باب المندب. 

وكان المتمردون الحوثيون هددوا سابقاً بغلق المضايق في منطقة الخليج واعلنوا يوم الخميس انهم قادرون على استهداف الموانيء السعودية.

تصعيد خطير

وفي هذا الشأن صرح علي فايز مدير مشروع ايران في مجموعة الأزمات الدولية التي يوجد مقرها في بروكسل لصحيفة "عرب نيوز" الناطقة بالانكليزية قائلا "ان هذا تصعيد خطير وإذا أُصيبت سفينة أو ناقلة سعودية أو اماراتية وأُزهقت أرواح فان الرياض وابو ظبي وحلفاءهما في واشنطن قد يختارون الرد مباشرة ضد ايران، الأمر الذي يمكن ان يشعل حريقاً اقليمياً أوسع".

واضاف فايز "ان ايران ليست فاعلا سلبياً وإذا حاصرتها الولايات المتحدة وحليفاتها في الزاوية فانها ستضرب في النهاية من خلال شركائها ووكلائها في عموم المنطقة وبذلك تصعيد حدة التوترات الحالية".

نزاع اقليمي؟

واتفق غانم نسيبة مؤسس شركة كورنرستون غلوبال اسوشييتس للاستشارات الاستراتيجية بشأن تزايد خطر اندلاع نزاع اقليمي قائلا لصحيفة عرب نيوز "ان الضغط سيزداد على ايران لتأمين المضايق ولكن إزاء طريقة النظام الايراني في الرد على الدعوات الاميركية والاقليمية الى التهدئة فان احتمالات هذه التهدئة تكون أقل فأقل. وهذا يزيد تدريجياً احتمالات وقوع مواجهة عسكرية يمكن ان تتصاعد بسرعة الى حرب شاملة لإعادة تأمين المضايق".

وسيكون للجوانب الأمنية تأثيرها على قطاع النقل البحري ايضاً.

وقال راجيش فيرما المحلل المختص بالناقلات النفطية في شركة دروري الاستشارية لصحيفة عرب نيوز انه "إذا استمر خطر الهجوم على سفن تحمل شحنات سعودية ستكون شركات الشحن امام خيارين هما تغيير مسار سفنها او تحمل التكاليف الاضافية لرسوم التأمين ضد خطر الحرب".

واضاف فيرما ان اجور التأمين سترتفع إذا اختارت السفن طريق البحر الأحمر نظراً لتزايد خطر الهجوم على سفن تحمل شحنات سعودية مخمناً ان ترتفع هذه الرسوم بنسبة 20 الى 25 في المئة. وسيكون البديل الآخر تغيير مسار السفن حول افريقيا وراس الرجاء الصالح.

أسعار المحروقات إلى ارتفاع

تسبب قرار السعودية تعليق شحناتها النفطية في ارتفاع اسعار النفط يوم الخميس.

واشار جميل احمد الخبير بأبحاث السوق والعملات في شركة اف اكس تي أم الى ارتفاع اسعار النفط الى 69 دولاراً للبرميل في الساعات الأولى من التعامل يوم الخميس.

وقال احمد ان من الجائز ان يأخذ المستثمرون في الحسبان زيادة الأسعار في اسواق النفط بسبب بعض المخاطر الجيوسياسية. ولكن محللين آخرين رجحوا ان تكون الزيادة قصيرة الأمد وان تتجه اسعار النفط الى الهبوط على المدى البعيد.

وقال جيسون تافي الاقتصادي المختص بالأسواق الناشئة في شركة كابتال ايكونوميكس لصحيفة عرب نيوز "ان عوامل اخرى مثل زيادة امدادات اوبك وضعف الطلب العالمي على النفط تعني اننا ما زلنا نتوقع هبوط اسعار النفط خلال الأشهر الثمانة عشر المقبلة".

وصرح كورماك ماكغاري المحلل المختص بالنقل البحري في شركة كونترول ريسك الاستشارية لتقييم المخاطر "ان الحوثيين استهدفوا ناقلات سعودية في البحر الأحمر سابقاً وبالتحديد الناقلة أبقيق في ابريل، وان هذا الحادث يؤكد استمرار قدرتهم على القيام بذلك ولكن من المستبعد ان يستهدف الحوثيون سفناً لا تعود الى دول التحالف العاملة في اليمن لأن ذلك سيجر ضدهم قوى دولية أخرى ملتزمة بالحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "عرب نيوز". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.arabnews.com/node/1346106/middle-east