&أمجد المنيف

&في عوالم السياسة والدبلوماسية والعسكرية؛ الكثير من الوعود المزيفة، والشعارات المستهلكة، والكلمات التي تتلاشى بعد غياب اللحظة، لكن الحقيقة تسكن دائما في ترجمة الأقوال لأفعال، وهكذا كان فكر «التحالف الإسلامي العسكري».

عندما وقف سمو ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان في ديسمبر الماضي؛ من أجل إعلان تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، وقف داعمو الشيطان، ومحور الشر على الجانب المضاد من التحالف، مفجرو برجي التجارة، وقاتلو الأبرياء المدنيين في الأسواق الشعبية في بغداد، وخاطفو الطائرات وممولو إعلام الإرهاب، والداعمون للإرهابيين بأموالهم المشبوهة.. جميعهم اختاروا معاداة التحالف وبث روح السلبية والتشاؤم، حتى جاء اجتماع الرياض قبل يومين، بعدما اجتمع قرابة ال40 «رئيس أركان»، من دول التحالف، لوضع اللبنات الأساسية للتحالف، على مختلف المستويات؛ العسكرية والسياسية والمالية والفكرية، لملاحقة الإرهاب في جحوره وأوكاره، ولدعم كل أوجه السلام والحوار.

الأمير الشاب، اختار نهجا جريئا ومختلفا في محاربة المبشرين بالموت والدمار، تمثل في تجفيف منابعهم المالية أولا، عبر ذات التحالف، وكذلك دحض أفكارهم المتطرفة، والتضييق على الحكومات الداعمة لهم، والتدخلات العسكرية متى ما لزم الأمر، وهذا ما أعلنته الرياض في أكثر من مناسبة، وكانت واضحة في رسائلها العسكرية والدبلوماسية.

حقيقة.. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وأقصد هنا بالتحالف الإسلامي العسكري (الاستثنائي)، من خلال خلق استراتيجية فعالة لمحاربة الارهاب متنوعة التأثير، على جميع الأصعدة، ليشمل البعد الإعلامي، والذي سيشكل أيضا قوة رادعة لمجابهة هذا الخطر على كافة المستويات، وتحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، برؤية حديثة وبأدوات نوعية، وبعمل شبابي.

وبجانب كل هذا، تجيء القوة الفكرية كإحدى أهم هذه الأدوات، حيث سيتم إطلاق مبادرات مدعومة من دول التحالف، لمعالجة الأفكار المؤدية للإرهاب، وللوقوف في وجه الأفكار الإرهابية، ومحاولة التأثير كفعل استباقي، أو ردة فعل أحيانا.. وكذلك الجانب المالي، الذي سيعمل على إغلاق صنابير التمويل الإرهابي، من خلال عدد من المبادرات والرؤى المتشعبة.

ولمن يسأل، أو يهتم، أو لمن قد يهتم مستقبلا.. وبنظرة سريعة على الأدوات التي سيطوعها التحالف، لتطبيق استراتيجياته، يشكل التناغم بين هذه المكونات تحديا جديدا، يؤكد أن حشد كل هذه القوى، والسلاسة في الانتقال بينها، ما هو إلا دليل على عزم دول التحالف على المضي قدما في مشروع السلم للمنطقة والعالم أجمع، ومحاربة الإرهاب - بكل صوره - قبل كل شيء!

وأخيرا.. ف»التحالف يضم مجموعة من الدول الإسلامية، التي تشكل أغلبية العالم الإسلامي، وهذا يأتي من حرص العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء (الإرهاب)، الذي تضرر منه العالم الإسلامي، أولاً قبل المجتمع الدولي ككل»، كما عرفه الشاب محمد بن سلمان.. لمن لم يعرف ماهية التحالف، أو لم يستوعب الدرس بعد! والسلام