هالة الناصر

كان واضحاً منذ تأسيس وإطلاق قناة الجزيرة في قطر، أنّ الأمور لن تكون على ما يرام بين دولة قطر ودول خليجية، اختارت قطر أن تعاديها لمجرد الغيرة من نفوذها الإقليمي مثل السعودية والإمارات، ولمجرد زعزعة أمنها لخدمة مصالح بعيدة المدى ذات بعد عدائي لا يبشر بخير، لا يمكن لأي متخصص بسيط في مجال الإعلام أن يجزم بأن قطر دولة صديقة أو شقيقة منذ مشاهدة أول محتوى تقوم ببثه، منذ السنة الأولى لإطلاق قناة الجزيرة كان واضحاً أنّ قطر اختارت زعزعة أمن المنطقة، لا يشك أي إعلامي على وجه هذه البسيطة بأنّ البث الحصري واللقاءات الحصرية مع زعماء الإرهاب كالظواهري وابن لادن، الذين لم يظهروا في أي لقاء أو تصريح إلاّ على قناة الجزيرة، بأنّ هذا تأكيد بضلوع قطر وقناتها بالمشروع الإرهابي الذي ضرب اقتصاد الكثير من الدول وأربك المجتمعات، وتسبب في انتشار الرعب في كل مدن العالم ودوله عدا دول معينة مثل إيران وقطر وإسرائيل، ليست هناك دولة في العالم تقبل ما تبثه قناة الجزيرة من مواد وأخبار تحريضية وعدائية حتى كتابة هذه السطور، لتزعزع أمن الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، منذ اللحظة الأولى التي قبلت فيها قطر باستضافة قناة الجزيرة ومنحها التصريح الإعلامي، يؤكد بأنها قناة وضعت لخدمة أهداف قطر العدائية تجاه جيرانها من دول الخليج وتجاه دول عربية، تريد زعزعة أمنها وإضعاف اقتصادها عن طريق تشكيل ذراع إعلامي لخدمة الحراك المسلح للإخوان المسلمين، الذين هم بدورهم كانوا بحاجة ماسة لقناة مثل الجزيرة تدعم توجهاتهم وأفكارهم المتطرفة، وجدت قطر أنّ قناة الجزيرة محترفة في قلب الحقائق وتشويهها وفي زعزعة أمن شعوب المنطقة، فطاشت وأصابتها حالة هستيرية للذهاب في مشروع العداء إلى أبعد بكثير من مجرد قناة، من خلال استخدام سلطة المال لدعم المعارضين والكارهين والمغرضين، الذين هدفهم إضعاف دول الخليج وخلق بلبلة وانشقاق بين صفوفهم، اتضح العداء جلياً وطفح كيل دول الخليج من محاولات احتواء قطر واحتواء قادتها وقناتها المارقة، ولكن لم يجد نفعاً خمس عشرة سنة من الاحتواء والصبر والحكمة، ولم يبق سوى استخدام الحزم ووضع الأمور في نصابها الصحيح وتسمية الأشياء بأسمائها، طالما يستمر بث قناة الجزيرة من قطر، فليس هناك مجال للاحتواء والصبر مرة أخرى، مشروع قناة الجزيرة هو إعلان عداء واضح تجاه دول المنطق،ة ودعم واضح لحزب الإخوان، وإيقافها أبح ضرورة ملحّة لإثبات حسن نوايا قطر.