بدا أمس أن الفجوة تتسع بين الأطراف الإقليميين المعنيين بترتيب أوضاع الحدود الجنوبية السورية. وعزز الاستنفار على الجبهة وقصف النظام مواقع للمعارضة المسلحة احتمالات فشل «الصفقة» التي تستعجلها روسيا، وتقضي بسيطرة القوات النظامية على الجنوب السوري في مقابل انسحاب القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية، وتسليم الفصائل سلاحها.


وشدد الأردن أمس على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي، على «ضرورة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد». وقال في مؤتمر صحافي مع المفوضة العليا للشؤون الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني: «أطلعت موغيريني على الوضع في الجنوب السوري والحوارات التي أجريناها مع الروس والأميركيين للحفاظ على منطقة خفض التصعيد». وزاد: «نحتاج إلى حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن، ونحن قلقون جداً ومستمرون في الحفاظ على مناطق خفض التوتر».

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فنوّه بـ «إجماع» دولي على ضرورة انسحاب القوات الإيرانية من كل سورية، وفق بيان وزعه مكتبه. وأشار إلى أنه «نجح في تحقيق هدف جولته في أوروبا الأسبوع الماضي، بالتوصل إلى إجماع واسع على ضرورة انسحاب إيران من سورية». وتابع أن «زعماء ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، يوافقون على الغاية الرئيسة من جولتي الأوروبية، وأن على إيران أن تخرج من سورية». وشدد نتانياهو على أن إسرائيل «ستواصل التصرف بحزم ضد محاولات تموضع إيران في سورية وتعزيز تواجدها في البلاد».

في المقابل تحدى المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان التصريحات الإسرائيلية، مكرراً أن وجود بلاده في سورية سيستمر «طالما رغبت حكومة دمشق في ذلك، وسنحارب الإرهاب في سورية حيثما تريد».

أما الرئيس بشار الأسد فحمّل الغرب مسؤولية «فشل الصفقة». وأقرّ بـ»اختلافات بين الحلفاء». وقال في حديث لصحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية نشرته وكالة الأنباء السورية إن «تدخل قوى أجنبية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا يطيل أمد الصراع ويبطئ التوصل إلى حل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب غربي سورية». وأضاف: «كنا على وشك التوصل إلى مصالحة في جنوب سورية قبل أسبوعين فقط، لكن الغرب تدخل وطلب إلى الإرهابيين عدم المضي في هذا المسار كي يطيل أمد الصراع في سورية».

إلى ذلك، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنتائج تنسيق بلاده مع تركيا وإيران في سورية. وأشار أن نظام الأسد أوفى بالتزاماته كافة في شأن مقررات مؤتمر سوتشي، رامياً الكرة في ملعب المعارضة.

وفي كلمة أثناء مؤتمر شنغهاي للتعاون في الصين قال بوتين: «تحققت نتائج مهمة في الحرب على الإرهاب في سورية». وأكد أن «الحكومة السورية أوفت التزاماتها بالكامل وأظهرت استعدادها للمشاركة في الحوار السياسي»، موضحاً أنها أرسلت اقتراحات حول تشكيل أعضاء اللجنة الدستورية لإعداد القانون الأساسي الجديد للبلاد. وزاد: «الأمر الآن متروك للمعارضة».

وفي خطوة لافتة تمهد لترتيبات جديدة في شرق سورية وشمالها الشرقي الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة بنفوذ واسع أعلن «مجلس سورية الديموقراطية»، الواجهة السياسية للفصائل الكردية والعربية في «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، استعداده للتفاوض «بلا شروط» مع دمشق.

ورحب المجلس في بيان بفتح دمشق «باب التفاوض»، مؤكداً «الموافقة على الحوار من دون شروط» والنظر «بإيجابية إلى التصريحات التي تتوجه للقاء السوريين وفتح المجال لبدء صفحة جديدة... بعيداً من لغة التهديد والوعيد».

وقال عضو الهيئة الرئاسية للمجلس حكمت حبيب في تصريحات إلى وكالة «فرانس برس»: «قواتنا العسكرية والسياسية جدية للجلوس إلى طاولة التفاوض وصياغة حل للأزمة السورية وفق دستور يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات. وعندما نقول إننا مستعدون للتفاوض، لا توجد لدينا شروط».

وتابع حبيب أن فريقه «ينظر إلى كل القوى الأجنبية» بما فيها التحالف باعتبارها «تدخلاً خارجياً»، وقال: «نتطلع إلى خروج كل القوى العسكرية الموجودة في سورية والعودة إلى الحوار السوري - السوري لحلّ الأزمة».