سجّلت المؤشرات الإحصائية في مكتبة محمد بن راشد استقطاب نحو 30 ألف زائر للمكتبة خلال شهر مارس/آذار، وهو رقم تفاؤلي يوجّهنا مرة ثانية إلى ثقافة القراءة وسلوكها وقيمها الراقية الحضارية، ليس فقط في شهر القراءة، بل في كل أوقات العام وفي كل فصوله، إذ أصبحت القراءة في الإمارات ظاهرة اجتماعية نرى حيويتها اليومية في مؤسسات الدولة وفي مرافقها العامّة على مدار العام.

مكتبة محمد بن راشد مَعْلَمْ إماراتي، عربي، عالمي محوره القراءة في الأساس، غير أن المكتبة تحوّلت إلى مكان استقطابي للفعاليات الثقافية التي تجرى في المكتبة نفسها، ويحضرها روّاد المكتبة من قرّاء وزائرين وكتّاب وإعلاميين من العرب وغير العرب المقيمين في الدولة، ويجدون في المكتبة إشباعهم الثقافي الذي ينسجم مع تاريخ حضاراتهم الحية في العالم.

المكتبة، أيضاً، مكتبة مرجعيات، ومعاجم، ودوائر معارف، وقواميس، وموسوعات، وهي مكتبة ثقافات قارّية، شرقية وغربية، وشمالية وجنوبية، وتضم عناوين حرفية من حيث صناعة الكتاب في الآداب والتاريخ، والأديان، والفلسفات، والتاريخ الطبيعي والثقافي لكائنات حيّة، كما هي مكتبة جماليات، وعناوين في الأسطورة والميثولوجيات، وتشكّل هذه المؤلفات معاً تكثيفاً فكرياً ومعرفياً لحقيقة ثقافات العالم في مكتبة واحدة يجد فيها القارئ ما يطالعه بالعديد من اللغات الحية.

هذا، إذاً، فضاء حرّ للقراءة أولاً، ثم الإصغاء إلى الشعر وإلى صوت التاريخ وإلى صوت الفكر في الفعاليات التي تنعقد على نحو منتظم في أروقة المكتبة.

المكتبة أيضاً، تعمل دائماً على مدّ جسور تنسيق وتعاون مشترك مع هيئات ومؤسسات ثقافية وأكاديمية اعتبارية داخل الدولة وخارجها، ومن شأن هذا التعاون أن يرفع من فاعلية نشاطات المكتبة، ويضاعف من روّادها وزائريها من العرب والأجانب على السواء.

لا بد من القول إن المكتبة تعطي صورتها الجمالية مباشرة في اللحظة التي يدخلها الزائر أو الضيف، فالمكتبة تكوين معماري جمالي بالقرب من لسان مائي محاط ببساط من الجماليات النباتية، وتقع في أفق مفتوح يتلاءم نفسياً مع اللحظة التي يحتاج فيها المرء للقراءة وهو مع نفسه أولاً، ومع العالم، بلا صخب ولا ضجيج.

مكتبة محمد بن راشد مكان إماراتي، عربي، عالمي للقراءة، في دولة القراءة، وثقافتها، ومبادراتها العديدة من عشرية القراءة 2016-2026 إلى معارض الكتب، إلى تحدّي القراءة العربي، وليس انتهاء بمهرجانات القراءة المؤسسة لأجيال تقرأ، وترتقي.