> بوصول فيلم «منطقة الاهتمام» للعروض اللندنية، يتجدّد الحديث عن تلك الخطبة التي تبرأ فيها مخرج الفيلم، جوناثان غلايزر، من يهوديّته من على أعلى منصّة عالمية للسينما حين تلقى أوسكاره بوصفه أفضل فيلم أجنبي. > حينها، كما نعلم جميعاً، هُوجم غلايزر بسبب خطبته تلك التي ألقاها طريقة من الاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي المكثّف على قطاع غزّة. ليس فقط أن المخرج يهودي يدين فعلاً ما يقوم به أبناء طائفته، بل كذلك أن فيلمه يسرد حكاية كيف نأت عائلة ضابط نازي تعيش بفاصل جدار واحد عن إحدى تلك المعتقلات النازية وما كان يجري فيها.

> كسواها من وسائل الإعلام الأميركية، حفلت صحف ومجلات بريطانية بالمديح للفيلم (5 نجوم من ناقد «الفاينانشيال تايمز» و5 أخرى من «الغارديان» وغيرهما). لكن اللافت انتقال النقاش حول موقف المخرج من إسرائيل التي استدعت الهجوم عليه وإطلاق نعت «يهودي كاره لنفسه» (Self-Hating Jew). حتى بعض منتجي فيلمه ناوءه وانتقده.

> ليس صحيحاً أنه انتقد يهوديّته، لكن هذا لم يمنع معظم المتعاطين والعمل السينمائي أو الإعلامي من انتقاده بشدّة حتى وإن كال بعضهم قدّم المدح لفيلمه (كما فعل الروائي هوارد جاكوبسون في «ذَا نيو ستايتمان»). > وفي حين نشرت مجلة «فارايتي» الأميركية (على موقعها) رسالة ضمّت 450 توقيعاً ليهود رفضوا ما قام به غلايزر (اتهموه، فيما اتهموه، بالمقاربة بين ما فعله النازيون ويفعله الإسرائيليون) إلّا أن بعض الأصوات الأخرى (بينها جاكوبسون نفسه) شكّكت في صحتها.

> ما تقدّم يشرح الخط النحيف بين حرية الرأي ومناهضته. لأنه لو أن غلايزر انتقد الفلسطينيين وأثنى على الإسرائيليين لكان الموقف منه تبدّل 180 درجة (ولو أن البعض كان سيهاجمه على هذا الانحياز).

> على ذلك، التصفيق الذي حظت به كلمة غلايزر في حفل الأوسكار، دليلٌ على أن المئات يؤيدون غلايزر فيما ذهب إليه. 2024 عام حاسم على أكثر من صعيد وبينها الحرب الحالية.