مصطلحات جديدة بدأنا نتداولها ونتحدث عنها، لا يستخدمها كل الناس حالياً، لكنها ستصبح بلاشك من المصطلحات المتداولة والعادية في المستقبل، منها «المستقبل النظيف» و«الاستدامة»، وربما تجد أن تلك المصطلحات أكثر تداولاً في بلد مثل الإمارات، حيث رسمت الدولة، ومنذ سنوات، خطة للعمل على بناء مستقبل آمن وبيئة نظيفة واستخدام ذكي للطاقة، وجعل الاستدامة هدفاً في مختلف المجالات. وأطلقت في سبيل ذلك المبادرات المتتالية، وعقدت لقاءات ومؤتمرات، كما تعقد اليوم ولغاية 18 إبريل/نيسان «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024».

تعدّ الدورة ال16 من القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد في مركز أبوظبي الوطني، حدثاً مميزاً، لاسيما أنها تأتي بأهداف عدة، منها تأكيد أهمية التحديات التي يواجهها العالم، والتي ناقشها وحدّدها مؤتمر الأطراف «كوب 28»، وستكون هذه القمة منصة إضافية لعرض المزيد من الحلول والأفكار، بحضور مجموعة من قادة قطاع الطاقة وأهل السياسة والأعمال والاستثمار.

طاقة المستقبل، وكفاءة استخدامها، والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة، والاستثمار النظيف، قد تبدو مصطلحات متخصصة، لا تعني سوى أهل هذا المجال والمتخصصين في كل ما له علاقة بالطاقة والتقنيات، إنما في الواقع هي تعنينا جميعاً، وتعني مستقبل أبنائنا وشكل الحياة غداً، بل يجب أن يعنينا فهم أبعادها، ومتابعة كل التطورات فيها، لأننا سننخرط في هذا العالم، مادام تطور الحياة سيأخذنا باتجاه الاستدامة، ومن واجبنا الحفاظ على ما نملكه اليوم من طبيعة ومناخ وطاقة، لنضمن استدامة في كل ما ينعم به العالم على هذه الأرض.

من يتأمل مدينة «مصدر» يدرك أنها النموذج الحي والحقيقي لكل ما نحلم بالوصول إليه في المستقبل، مدينة رائدة في الاستدامة، في التكنولوجيا، في الاستخدام المثالي للطاقة، في التوفير وفي الاستدامة في مختلف القطاعات حتى البيئة والنظافة.. لذلك نحلم بعالم «نظيف» واستدامة في كل ما يضمن حياة سليمة متطورة.

لقاء خبراء الطاقة والمستثمرين خطوة مهمة في مسار الألف ميل الذي يسيره العالم في سبيل الوصول إلى تحقيق الخطط المناخية؛ ربما لا نفهم جميعاً في تفاصيل تلك الخطط، لكننا ندرك جيداً أن كل عمل وكل استثمار في مجال حماية المناخ والبيئة والاستدامة في المشاريع المستقبلية، يستحق كل دعم؛ لأنه سيؤتي ثماره وسيجنيه الأبناء والأحفاد، إذا التزمت كل الدول به وسارت في الاتجاه الصحيح.