كميات الأمطار التي شهدتها الإمارات، أمس الأول الثلاثاء، وفق بيانات المركز الوطني للأرصاد تعتبر قياسية، وهي أكبر كمية أمطار منذ عام 1949؛ منذ بدء تسجيل البيانات المناخية، وقد تكون الأولى من نوعها حتى قبل ذلك العام لو كان هناك تسجيل للبيانات المناخية، وبالتالي فإن كمية الأمطار التي هطلت على ربوع الإمارات خلال 24 ساعة غير مسبوقة.

على الرغم من الأمطار الغزيرة التي تواصلت طوال يوم الثلاثاء، لم تتوقف الحياة، واستمر الموظفون في أعمالهم، والطلاب في مدارسهم وجامعاتهم «عن بعد»، ما يؤكد نجاح خطط واستراتيجيات استمرارية الأعمال في الحالات الطارئة وعدم توقفها مهما كانت التحديات، وهذا إنجاز يضاف إلى الإنجازات التي تحققها الإمارات، خاصة أن الجهود انصبت على حماية الإنسان في الدرجة الأولى، وتكللت بالنجاح.

مشاهد كثيرة كانت ماثلة للعيان خلال الحالة الجوية نتيجة المنخفض الجوي على مختلف المناطق، فقد سارعت فرق الطوارئ ودوريات الشرطة والفرق الميدانية من مختلف القطاعات إلى التعامل مع نتائج الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة والبلاغات بمختلف أنواعها، وتركزت الجهود على حماية الإنسان، ونفذ المركز الوطني للبحث والإنقاذ بالحرس الوطني، وبالتعاون مع وزارة الداخلية ومختلف الجهات 136 عملية بحث وإنقاذ وإخلاء طبي لعدد من الأفراد ممن حوصروا بسبب جريان الأودية، وغرق وتعطل المركبات، ودخول مياه الأمطار في المباني، ونجحت فرق الدفاع المدني في الشارقة في إخلاء وإنقاذ العديد من المحصورين، والوصول إلى حالات طبية في المنازل وتقديم العلاج اللازم لها.

فرق الطوارئ ودوريات الشرطة واصلت عملها ليل نهار، لتقديم يد المساعدة، لمختلف أفراد المجتمع، وتسهيل وصولهم إلى وجهاتهم المختلفة، في الوقت ذاته واصلت الفرق المختصة التابعة للبلديات والجهات المعنية عملها على مدار الساعة في تصريف مياه الأمطار المتجمعة في بعض الشوارع والأماكن العامة.

قبل وصول المنخفض الجوي وتأثيره في الدولة بوقت كافٍ، حذرت الجهات المختصة من التداعيات المحتملة، واتخذت مجموعة من القرارات لحماية الجميع، منها الدوام والدراسة «عن بعد»، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة، إلا أن نسبة كبيرة لم تلتزم ولم تتعاون، فالبعض خرج للشوارع لمشاهدة الأمطار، وآخرون اقتربوا من مسارات جريان الأودية، وهذا يتطلب فرض حظر التجول في حال توقع مثل هذه المنخفضات الجوية القوية.

على صعيد الأضرار الأخرى فهو أمر متوقع نتيجة الأمطار الغزيرة التي كانت استثنائية ولم تشهدها الدولة منذ أكثر من 75 عاماً.