في ظل الواقع السياسي والعسكري المتقلب في الشرق الأوسط، تأتي الهدن الوقتية كفرص لإعادة ترتيب الأوضاع ومحاولة استعادة السيطرة أو تعزيزها. في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يعتبر الوضع في قطاع غزة من أكثر القضايا تعقيداً، خاصة مع الانقسام الداخلي بين الفصائل الفلسطينية المختلفة. ومن هذا المنطلق، يبرز دور يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، والتحدي الذي يواجهه في ظل التوقفات النارية المؤقتة.

يشير الوضع الحالي إلى أنَّ الهدنة الراهنة قد تكون الفرصة الأخيرة للسنوار لاستعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة وإقصاء أي تدخل من السلطة الفلسطينية في القطاع. يبدو أن السلطة الفلسطينية قد تجد فرصاً للتدخل وتحمل المسؤولية عن المزيد من جوانب الحياة في غزة. وبمرور الوقت، قد تصل هذه التغييرات إلى "كتلة حرجة" تؤدي إلى تحول السيطرة بشكل كامل إلى يد السلطة الفلسطينية.

يواجه السنوار تحدياً كبيراً في ظل هذه الظروف، حيث يتعين عليه استغلال الهدنة الحالية كفرصة ذهبية لتعزيز سلطته وإعادة تأكيد السيطرة على القطاع. يتطلب هذا منه العمل بمهارة على جبهات عدَّة، سواء كان أذلك عبر إعادة بناء غزة وتعزيز البنية التحتية والخدمات للمواطنين في غزة، أو من خلال التفاوض واللعب الدبلوماسي مع الأطراف الإقليمية والدولية لضمان عدم تدخل السلطة الفلسطينية.

إقرأ أيضاً: اللبنانيون رهائن لدى حزب الله وحماس

في النهاية، تقف غزة على مفترق طرق حاسم، حيث يمكن أن يؤدي الفشل في استغلال هذه الفرصة من قبل السنوار إلى تغيير جذري في الوضع السياسي والاجتماعي في القطاع. يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان السنوار قادراً على التنقل بمهارة في هذا المشهد المعقد واستعادة السيطرة، أم أن السلطة الفلسطينية ستنجح في توسيع نفوذها داخل غزة، مما يعيد تشكيل مستقبل المنطقة بأسرها.