في يوم القدس العالمي، خطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في جموع المحتفلين قائلاً: "إن الرد الإيراني على الهجوم على القنصلية في دمشق حتمي"، ويمثل اعتداءً صهيونياً واضحاً على إيران باعتبار أن القنصلية الإيرانية في دمشق حسب الأعراف والقوانين الدولية تمثل أرضاً إيرانية، لذا فهو اعتداء مباشر من الكيان الصهيوني على إيران. وقد جزم السيد نصر الله بأن بالرد سيكون حتمياً ولن يتأخر، واستشهد في الاعتداء الصهيوني سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اثنان من كبار القادة، حيث استشهد الجنرال محمد رضا زاهدي، القائد البارز في الحرس الثوري، وهذه الجريمة الصهيونية تمثل تصعيداً كبيراً خصوصاً مع المساعي الدولية للتهدئة. وأكد السيد حسن نصر الله في خطبته عل الرد الكبير قائلاً: "كونوا مطمئنين إلى أن الرد الإيراني على الهجوم على القنصلية الإيرانية سيأتي لا محالة".

وزير الخارجية الإيراني يوضح الصورة
ندد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالهجوم ووصفه بأنه "انتهاك لجميع الالتزامات والمعاهدات الدولية"، ودعا "المجتمع الدولي" إلى "الرد بجدية" على هذه "الأعمال الإجرامية" التي نسبت للكيان الصهيوني، وهي لم تكذب الأخبار بل التزمت الصمت. وأضاف المتحدث باسمه: "أن إيران ستقرر نوع الرد والعقوبة التي ستتخذها ضد إسرائيل".

وأعلن رئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد ذلك أنه تم استدعاء القائم بالأعمال السويسري، الذي يمثل أيضًا المصالح الأميركية في إيران، حيث لا توجد سفارة للولايات المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الوزير قوله "لقد تم إرسال رسالة مهمة إلى الحكومة الأميركية بما أنها تدعم الكيان الصهيوني. وعلى أميركا أن تتحمل مسؤولياتها".

خطبة قائد الحرس الثوري
في إيران، أطلق قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي خطبة ضد إسرائيل والولايات المتحدة لدعمهما الدويلة الصهيونية، في تجمع حاشد بمناسبة يوم القدس في طهران. وقال في خطبته "إننا نحذر من أن أي عمل عدواني يرتكب ضد مؤسستنا المقدسة لن يمر دون عقاب. وكما قال القائد الأعلى [خامنئي]، فإن رجالنا الشجعان سيعاقبون النظام الصهيوني". وهذا كلام شديد اللهجة أثار الرعب داخل الكيان الصهيوني، لذلك أسرعت حكومة بنيامين نتنياهو لإطلاق تدابير احترازية تحسباً لأي عمل، ومنها إغلاق 28 سفارة للصهاينة في بقاع العالم المختلفة.

الكيان الصهيوني وحالة الرعب
التزم الكيان الصهيوني الصمت عن هجوم القنصلية، وعادة الكيان لا يؤكد ولا ينفي مثل هذه الحوادث، لكن السلطات الصهيونية اتخذت احتياطاتها في حالة وقوع هجوم إيراني، وهذا الأسبوع استدعى الكيان الصهيوني جنود الاحتياط لدعم وحدات الدفاع الجوي، وتم حجب إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في تل أبيب، من أجل تعطيل الصواريخ والطائرات بدون طيار. وأعلن الجيش الصهيوني أيضًا أنه سيوقف جميع الإجازات للجنود العاملين في الوحدات القتالية.
وجرى إغلاق 28 سفارة للكيان في بقاع العالم المختلفة خوفاً من وقوع أعمال ضدها.

تغيير قواعد اللعبة
من الناحية القانونية يثير التفجير تساؤلات كبيرة حول وضع المبادئ الدولية التي تحمي الموظفين الدبلوماسيين والمقار الدبلوماسية، ووصفت إيران المبنى المستهدف الواقع بجوار سفارتها في دمشق، بأنه قنصلية تضم أيضًا مكان إقامة السفير، وإذا تم الاعتراف بالمبنى كمقر دبلوماسي بالفعل، فإن مثل هذا التجمع سيكون محميًا بموجب الاتفاقيات الدولية.

بينما يشير الكيان الصهيوني إلى تغيير في قواعد اللعبة وتجاوزه على الأعراف الدولية، كان الاعتقاد لدى الجميع أنَّ السفارات والقنصليات محصنة دولياً ولا يتم قصفها بالحروب، لذلك كان القادة الإيرانيين متواجدين في مبنى القنصلية في شارع السفارات في دمشق. لكنَّ الصهاينة لا يعرفون قيماً ولا قانوناً ولا أعرافاً، فهم مجرد مجرمين قتلة يسعون وراء فعل كل قبيح.

الخيارات المستقبلية
هناك مجموعة متنوعة من الخيارات للرد الإيراني.. وهي:

الخيار الأول: أن يتم إطلاق صاروخ على موقع داخل إسرائيل، لكن المراكز الدبلوماسية الإسرائيلية قد تتعرض للهجوم عندما تتوفر الإمكانيات لمثل هذه العملية، حتى وإن امتنعت إيران عن إعلان مسؤوليتها عنها، مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات السياسية للعلاقات مع مثل هذه الدولة”. وهو خيار غير مرجح لاعتبارات كثيرة.

الخيار الثاني: رفع وتيرة هجمات خط المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، بحيث تكون ضربات مباشرة ومؤثرة.

الخيار الثالث: يتمثل في تجنب إيران الرد على الفور، إذ أن الإيرانيين قد يتمهلون، خاصة أن البعثات الدبلوماسية الصهيونية وكذلك القوات الصهيونية على طول الحدود مع لبنان في حالة تأهب قصوى. ربما لا يريدون الرد قريبًا، ويريدون إرهاق الصهاينة ببقائهم على أهبة الاستعداد، ثم الضرب عندما يخفضون إجراءاتهم.