دبي: نقلت تقارير صحافية خبر إحباط السلطات الأمنية الماليزية مخطًطا إرهابيا استهدف أمراءَ عربًا وشخصياتٍ رفيعة المستوى في أثناء زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى ماليزيا، ضمن جولته الآسيوية.

بانتظار تأكيد سعودي رسمي يقدم تفاصيل وافية عن العملية، نقلت وكالة رويترز عن الشرطة الماليزية قولها إن متشددين سبعة اعتقلتهم بنهاية الشهر الماضي خططوا لتنفيذ هجوم على أمراء عرب يزورون العاصمة كوالالمبور، وتم اعتقالهم قبل أيام من وصول الملك سلمان إلى العاصمة الماليزية.

استهداف أمراء

وقال خالد أبو بكر، قائد الشرطة الماليزية، إن هؤلاء كانوا يخططون لتنفيذ هجوم على أمراء عرب خلال زيارتهم لكوالالمبور، "وهم على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية... ونجحنا في إلقاء القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من ارتكاب أي جريمة".

 

قائد الشرطة الماليزية خالد أبو بكر

 

وأكدت مصادر في الشرطة الماليزية أن اليمنيين الأربعة مقيمون في ماليزيا منذ خمس سنوات، حيث تلقت السلطات الماليزية معلومات استخباراتية حول اليمنيين ونواياهم قبل زيارة الملك سلمان إلى البلاد بأيام.

وذكرت صحيفة «malaysiandigest» الماليزية أن المشتبه بهم أعمارهم ما بين 26 و33 عاماً، وكانوا يقيمون في البلاد منذ 3 و6 سنوات، ولهم صلات بجماعات إرهابية في اليمن.

 

 

ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن التحقيقات الأولية تشير إلى صلاتهم بـ "جماعة الحوثي الإرهابية"، وأجندتهم كانت تشمل نشر الأيديولوجيات المتطرفة بين الموطنين اليمنيين، إضافة إلى المواطنين الماليزيين.​​

كفاءة ماليزية

يجمع المراقبون على كفاءة الشرطة الماليزية، إذ حققت عددًا من الإنجازات الأمنية في الآونة الأخيرة. 

فالأمن الماليزي اكتشف سريعًا خفايا اغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري. فبعد أيام من عملية الاغتيال، أعلنت الشرطة الماليزية أن 4 مشتبه بهم بالتورط في قتل كيم جونغ نام في مطار كوالالمبور يوم 13 فبراير الجاري هربوا من البلاد. وكان جونغ نام قتل بحقنة سامة في المطار، عندما كان في طريقه إلى ماكاو.

 

كيم جونغ نام يتحدث مع السلطات في مطار كوالالمبور

 

وذكرت وسائل إعلام ماليزية أن المشتبه بهم توجهوا إلى بيونغ يانغ عبر جاكرتا ودبي وفلاديفوستوك، في اتهام غير صريح إلى السلطات الكورية الشمالية بالضلوع في الاغتيال. وهذا الكشف أدى إلى نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين، خصوصًا بعد إشارة نائب رئيس هيئة الشرطة الماليزية نور راشد إبراهيم إلى أن الرجال المشتبه بهم في عملية الاغتيال هم من كوريا الشمالية.

رفضت السلطات الكورية الشمالية نتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات الماليزية والاعتراف بشخصية القتيل. وقال السفير الكوري الشمالي في ماليزيا إن السفارة تعرف فقط أن الشخص المقتول كان يحمل جواز سفر باسم كيم تشول.

اعتقال دواعش

وفي 13 أغسطس الماضي، أعلن أبو بكر أن الشرطة الماليزية اعتقلت 9 متشددين بينهم شخصان يشتبه بشنهما هجومًا بقنابل يدوية على حانة عند أطراف كوالالمبور في يونيو، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.

وكان محمد واندي محمد جدي، مقاتل ماليزي معروف في تنظيم داعش في سورية، اعترف في منشور على صفحته في فايسبوك بأن داعش نفذ الهجوم في 28 يونيو على حانة في حي بوتشونج، ما أدى إلى إصابة 8 أشخاص، في أول هجوم يتبناه داعش في الأراضي الماليزية.

وقال أبو بكر إن الرجلين اللذين نفذا الهجوم ضبطا في ولاية كيلانتان بشمال شرق ماليزيا حيث كانا ينتظران تعليمات من واندي لشن هجمات أخرى، "وبعد اعتقالهما تمكنت الشرطة من ضبط قنبلة يدوية ويشتبه بأنها كانت ستستخدم في هجوم آخر"، وكشف أن شخصين آخرين اعتقلا للمساعدة في إخفاء المشتبه بهم.

كما ضبطت الشرطة أيضًا شخصًا يشتبه بأنه عضو في داعش تلقى هاتفه المحمول أوامر من واندي، وهدد بشن هجمات على مقر الشرطة في كوالالمبور وعلى مبان حكومية في بوتراجايا العاصمة الإدارية لماليزيا.